نقلا عن المركزية –
الايام والاسابيع والاشهر المقبلة صعبة لا بل بالغة الصعوبة على المستويات اللبنانية بكل اشكالها. كل ما يدور على المسرح الداخلي يبعث على القلق من الآتي. صحيا الوضع كارثي، الاصابات ترتفع جنونيا والوفيات مثلها. المستشفيات تئن وجيشها الابيض المناضل يرزح تحت ضغوط نفسية ومعنوية تصعب مقاومتها، على امل ان يحقق الاقفال المتجهة السلطة الى تمديده قسرا ليؤتي شيئا من النتائج المرجوة، الغاية المتوخاة: وقف الانتشار الصاروخي للعدوى.
سياسيا، حدث ولا حرج. اخفاق ما بعده اخفاق. انانيات وشخصانيات وتعاط صبياني مع ازمة وجودية تتهدد البلد وكـأنها في كوكب آخر، لا تؤثر فيها الدعوات المتكررة للعودة الى الضمير الوطني ولا حتى “البهدلات” الدورية الموجهة للمسؤولين الذين تآلفوا مع “البهدلة”، فيما جهود الوسطاء تترنح والخطوات السلحفاتية التي يخطونها لا تحقق اي تقدم حتى الساعة لا سيما بين بعبدا وبيت الوسط، خلافا لما يحصل على الخط السوري- الاسرائيلي الذي يبدو انه اطلق مفاوضاته، استنادا الى المسرب من معلومات عن اجتماع عقد في قاعدة حميميم الروسية في اللاذقية، الشهر الماضي بين مسؤولين سوريين وإسرائيليين برعاية روسية، تضمّن بحث عدد من النقاط، بينها مطالبة تل أبيب “بإخراج ميليشيات طهران من سوريا وفق ما افاد موقع “مركز جسور للدراسات” السوري.
الجمود على حاله: على رغم عودة الرئيس المكلف سعد الحريري من الخارج مساء امس، لم تشهد الساحة الحكومية اي جديد، واستمر الجمود مسيطرا على ضفة التأليف عموما وعلى خط بعبدا – بيت الوسط خصوصا في انتظار معرفة ما اذا كان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، سيدعو الحريري الى القصر كما طالبه مجددا امس البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، علما ان المعلومات تكثر عن وساطة سيقوم بها قريبا اكثر من طرف ابرزها الثنائي الشيعي لترطيب العلاقة بين عون والحريري.
ابراهيم وشروط الحريري: وفي السياق، افادت مصادر عليمة ” المركزية” ان مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم دخل مجددا على خط محاولة ترطيب الاجواء بين بعبدا وبيت الوسط. وبعد زيارة قام بها الى بعبدا يستعد لاخرى الى وادي ابو جميل سعياَ الى رأب الصدع الذي احدثه فيديو القصر ومؤتمر رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل ومحاولة مسح تداعياتهما الشديدة على الرئيس المكلف الذي يتردد انه يضح سلسلة شروط لتجاوز ما جرى.
الموقف الاميركي : وفيما تقترب ساعة تسلم الرئيس الاميركي جو بايدن مقاليد الحكم في واشنطن، الاربعاء المقبل، وترقب كثيرين لتداعياته لبنانيا بعد ان قيل ان التريّث في التأليف، مردّه انتظار الحريري او الثنائي الشيعي، خروجَ الادارة “الجمهورية” من البيت الابيض، برزت مواقف لرئيس مجلس النواب نبيه بري، لمّح فيها الى حصار خارجي للبنان… فكيف سينعكس هذا الموقف على التشكيل، وهل يعني ان موقف الادارة الاميركية الجديدة من تركيبة الحكومة لن يتبدل؟
نتعرّض لحصار: بري قال في كلمة عبر الفيديو في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر البرلماني الدولي لدعم الانتفاضة الفلسطينية الذي تستضيفه العاصمة الايرانية طهران، تحت عنوان “يوم غزة رمز المقاومة”: اجدد من لبنان الذي يرزح تحت وطأة أزمة سياسية واقتصادية ومالية ومعيشية وصحية هي الاخطر بتاريخه ناهيك عن حصار غير معلن لدعمه المقاومة ورفض الرشوات المالية والاغراءات شرط التخلي عن التزاماته بالقضية الفلسطينية”. ودعا الى التمسك بخيار المقاومة، مضيفا “نؤكد رفضنا ومقاومتنا لاي محاولة لفرض التوطين تحت اي عنوان من العناوين”. واكد ان “غزة هي وجه القدس وكل فلسطين والزمان فيها يجعل الأطفال رجالا في أول مواجهة مع العدو”. وحذر “من خطورة تدهور الوضع الصحي في قطاع غزة جراء تفشي كورونا في ظل الحصار الجائر، والامر نفسه ينسحب على الضفة الغربية والاراضي المحتلة”، وقال: “المجتمع الدولي مدعو لتأمين لقاحات لغزة”.
بين الجريمة والخلاص: في الشأن المحلي ايضا، تصعيد اضافي من قبل معراب في وجه سلوك العهد والمنظومة الحاكمة. فقد رأى رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع ان “الشعب اللبناني يتعرّض منذ سنة و3 أشهر لأكبر جريمة متمادية ترتكب بحقه في تاريخ لبنان الحديث، فالوطن ينزف، والشعب يئن ويصرخ، والمجتمع يزبل، والاقتصاد يتدهور، والمؤسسات تنهار، والدولة تتراجع، والخوف على المصير يتقدّم، فيما الأكثرية الحاكمة متربعة في مواقعها ولا تحرك ساكنا، وأولويتها مواقعها وحصصها ومنافعها ومصالحها فقط على حساب المصلحة العليا للوطن والمواطن اللبناني”. واضاف في بيان “بدلا من ان يتركّز هم الفريق الحاكم على كيفية إخراج لبنان واللبنانيين من الأزمات التي عصفت وتعصف بالبلاد والعباد من جراء سياساته وأفعاله وارتكاباته، وبدلا من تحويل لبنان إلى ورشة للإنقاذ تفاديا للأسوأ وولوجا للخلاص الوطني المنشود، نرى بان هذا الفريق يتعامل مع الأزمة بلا مبالاة تامة وكأنها تحصل في بلد آخر، فلا نشهد تغييرا في السياسات، ولا تبديلا في النهج المتبع، ولا استنفارا للطاقات والإمكانات، إنما على العكس تماما المزيد من الشيء نفسه وكأن الناس بألف خير”. واكد ان لا خلاص الا بنتخابات نيابية مبكرة.
مساعدة الاكثر فقرا: على الصعيد الصحي، لبنان لا يزال في الحجر ويعيش حالة اقفال تام مع التزام لا يزال جيدا بمقتضياته مع بعض الخروقات في عكار والضنية والقبة ومناطق اخرى. وفي حين غرد رئيس لجنة الصحة النيابية النائب عاصم عراجي عن الالتزام بالتدابير الوقائية بجائحة كورونا قائلا انه “واجب انساني واخلاقي وديني للحفاظ على السلامه العامه”، مشددا على “وجوب مساعدة الدولة الأسر المحتاجة بكل الوسائل”، مضيفا ” الفرج ان شاء الله قريب بالاشهر القليلة القادمه مع بداية عملية التلقيح”، وقع وزير الصحة حمد حسن الدفعة الأولى من المستحقات المالية العائدة لمستشفيات حكومية وخاصة لقاء معالجة مرضى كورونا من قرض البنك الدولي، وذلك بعد انتهاء التدقيق بفواتير المستشفيات من قبل الشركة المعنية بذلك.
الاوكسيجين متوفر: وليس بعيد، اكد نقيب أصحاب المستشفيات الخاصة سليمان هارون لـ”المركزية” أن “آلات الأوكسيجين المستخدمة في المنازل فيها بعض النقص، إلا أنّها متوافرة في المستشفيات”، نافياً “كلّ الأخبار المتداولة عن نقص في الأوكسيجين”، ومؤكّداً أن “المعامل تعمل وتلبي حاجات المستشفيات”.
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.