نقلا عن المركزية –
مضحك مبكٍ، هو اداء الطبقة السياسية في لبنان في الملف المتصل بالانتخابات النيابية، باعتبار انه كارثي لا بل فاجعة في حد ذاتها في سائر الملفات، ولم يعد الحديث عنه جائزا بعد ما حل بالبلاد والعباد من نكبات جراءه. المضحك يتمثل في مسلسل تبادل الاتهامات نفسها بين فريقي الصراع بحيث يتكرر الحديث حرفيا بفارق الجهة المستهدفة. فمن يتسنى له مجالسة الاقطاب السياسيين في الاونة الاخيرة يسمع لغة واحدة عنوانها ان الفريق الاخر يسعى الى نسف الاستحقاق الانتخابي لادراكه سلفا ان النتيجة لن تكون لصالحه. فريق المعارضة من سياسيين ومجتمع مدني ومجموعات ثورية على تنوعها، يؤكد ان على رغم الضغط الدولي الهائل لاجراء الانتخابات كحبل نجاة اخير من شأنه ان يحدث التغيير المنشود ويقلم اظافر المنظومة الحاكمة، تبقى ورقة هز الاستقرار وضرب الامن في يد السلطة وحلفائها لا سيما من يملكون السلاح منهم وتحديدا حزب الله، الاقوى في ما لو استشعر في آخر المطاف خطر خسارة الغالبية النيابية التي يتحكم عبرها بالمؤسسات الدستورية الثلاث التشريعية والتنفيذية، وما غزوة عين الرمانة سوى الانموذج الابسط عما يمكن ان يذهب اليه هؤلاء في سبيل المحافظة على غالبيتهم. ويستشهد اصحاب النظرية هذه بالمواقف الدولية التي تحذر من محاولة التلاعب بالامن والرسائل التي يوجهها المسؤولون الامميون والدوليون من مغبة الاقدام على خطوة من هذا النوع سترسم خط النهاية للبنان الدولة.
في المقابل، يقذف فريق السلطة ومناصروه كرة الاتهام هذه الى ملعب المعارضة والثوار الذين كما تقول مصادره لـ”المركزية” يخططون لكيفية ضرب الانتخابات منذ اليوم في اجتماعات دورية تعقد في السفارة الاميركية راعية المسار هذا، اذا استلزم الامر والمقتضى، مبررة ابعاد هذا المخطط بإدراكهم سلفا ان نتائج الانتخابات لن تعطيهم الارجحية ولا قدرة اطاحة السلطة الحاكمة تماما كما لم تعطهم ثورتهم التي مولتها الاحزاب ومن خلفها السفارات ما ارادوا من اسقاط النظام على رغم الاموال الطائلة التي صرفت على هذه الثورة والتي ستصرف على الانتخابات بدءا من الولايات المتحدة الاميركية الى الرياض التي بات حليفها الاول في لبنان رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع وهي ذاهبة في دعمه ومده بالمال الى درجة حمل اهل السنّة في الشمال على التصويت لمرشحيه من خلال ضخ المال الانتخابي بعدما فقدوا قيادتهم التي مثلتها لعقدين من الزمن الحريرية السياسية.
وتدرج مصادر السلطة اصرار رئيس مجلس النواب نبيه بري على اجراء الانتخابات في 27 اذار المقبل وليس في ايار كما يطالب التيار الوطني الحر في خانة تسديد ضربة للتيار الذي لا يملك المال الانتخابي على غرار بري وحلفائه المضمرين وفي مقدمهم جعجع بحيث ان عوامل الطقس ونقل الناخبين الى اماكن الاقتراع في ظل الغلاء الفاحش في اسعار المحروقات تستوجبان توافر المال الامر الذي من شأنه ان يخدم الافرقاء الممولين خارجيا، تماما كما رفض فكرة انشاء مراكز “ميغاسنتر” كون سطوة بري تتلاشى فيها خلافا لما تكون عليه في مناطق نفوذه.
مجمل هذه العوامل، بما فيها ضرب الاستحقاق ببندقية الامن، تبقى رهن القرار الذي سيتخذه المجلس الدستوري في شأن الطعن بالقانون المعدّل، فإن تحرر من السطوة السياسية واتخذ القرار المستقل، تجري الانتخابات والا فإن مصيرها في مهب الريح، والارجح انه سيكون كذلك.
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.