نقلا عن المركزية-
على وقع غليان الشارع، سارع “حزب الله” إلى تبريد “الرؤوس الحامية” على ضفّة حلفائه، فبادر خلال الساعات الأخيرة إلى إخماد مرابض النيران بين “عين التينة” و”البياضة” إثر قصف مركّز متبادل بين الجبهتين طيلة نهار السبت. ونقلت مصادر قيادية في 8 آذار أنّ “جهوداً بُذلت على أعلى المستويات في اليومين الماضيين للجم التصعيد المتبادل بين “التيار الوطني الحر” و”حركة أمل”، وتم التوصل في ضوئها إلى عقد هدنة سياسية وإعلامية تضبط الإيقاع بين الحلفاء تمهيداً للبحث في السبل الآيلة إلى تدوير الزوايا الحكومية”.
وبينما تواترت معلومات متقاطعة مساءً تفيد بوجود “حراك جدّي” بين أكثر من جهة معنية بالملف الحكومي لتعبيد الطريق أمام بلورة “أفكار جديدة” قابلة للتأسيس عليها في سبيل ولادة الحكومة، أكدت المصادر ل”نداء الوطن” صحة هذه المعلومات لكنها فضلت عدم الغوص في تفاصيلها “بانتظار اكتمال مروحة المشاورات الجارية”، مكتفيةً بالإشارة إلى أنّ “كل الأفرقاء يستشعرون خطر الاستمرار في دوامة المراوحة القائمة وما قد ينتج عنها من فوضى اجتماعية وأمنية، ولذلك فإنّ الأمور متجهة نحو إعادة صياغة الحلول الحكومية المطروحة تحت سقف مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري”.
وإذ أعربت عن اعتقادها بأنّ الأيام القليلة المقبلة ستكون “مفصلية” لتحديد مسار الأوضاع، تناقلت أوساط سياسية وإعلامية ليلاً معطيات حول بعض الأفكار المتداولة لإيجاد أرضية مشتركة يتم التأسيس عليها حكومياً، ومن بينها فكرة استبدال صيغة “3 ثمانيات” بصيغة “4 ستات” لتوزيع الحصص الوزارية بين أفرقاء الحكومة في تشكيلة الـ24 وزيراً، مع العمل على التوصل إلى مخرج مناسب لمسألة منح تكتل “لبنان القوي” الثقة للحكومة نظير نيله حصة من ضمن حصة رئيس الجمهورية، وقد يكون هذا المخرج على قاعدة “ترك حرية التصويت” في جلسة الثقة لنواب التكتل، بما يتيح منح بعضهم الثقة للحكومة مقابل حجبها من قبل البعض الآخر.
على خط آخر، إستبعدت مصادر مطلعة ما روّج له البعض خلال الساعات الماضية، حول احتمال التوافق على تشكيلة حكومية في الأيام القليلة المقبلة، بعد زيارة يقوم بها رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري الى القصر الجمهوري الأربعاء المقبل عقب عودته من الخارج.
وأوضحت المصادر لـ”الجمهورية” انّ نوعاً من الإنكار القاتل لا يزال يسود المعنيين بتشكيل الحكومة. والخطورة انّ هذا الإنكار للواقع ليس قاتلاً لأصحابه فقط بل للبلد أيضاً”. واستغربت كيف انّ الهمّ الاساسي لفريقي النزاع الحكومي هو كسر الآخر، فيما الانهيار يتمدّد ويكاد يكسر ظهر الوطن.
وفي هذه الأجواء، وتزامناً مع غياب اي نشاط علني يتصل بعملية تأليف الحكومة، كشفت مصادر مطلعة لـ”الجمهورية” انّ الحريري سيكون في بيروت خلال الساعات المقبلة، عائداً من باريس أو انقرة لا فارق. فهو يستعد للعودة تأكيداً لمعلومات تحدثت عن حصيلة ما يجري من بحث في الكواليس عن مخارج للتأليف الحكومي يمكن التوصل اليها في الساعات الـ 72 المقبلة، على قاعدة تؤكّد مجدّداً ان لا ثلث معطلاً لأحد في الحكومة الموعودة.
ولفتت المصادر عبر “الجمهورية”، الى انّ الحريري لن يقوم بأي نشاط قبل لقاء يعقده فور عودته مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، في رسالة واضحة يؤكّد فيها انّ المبادرة ما زالت في عهدة رئيس المجلس، وهو ما أراده “حزب الله” وفرقاء آخرون، يعارضون كل ما قام به رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، وصولاً الى ما نُقل عن مرجع يتعاطى بملف التأليف من انّه “لن يكون هناك مخرج ما لم يولد من عين التينة”، وانّ مثل هذه الخطوة تعزز “الحلف الذي سيحكم المرحلة المقبلة”.
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.