نقلا عن المركزية –
على الحدود، تصفية قيادات حزب الله وعناصره، مستمرة ولا تهدأ. اما في الداخل، فتصفية المبادرات التوفيقية سياسيا ورئاسيا في شكل خاص، على يد الثنائي الشيعي، بدورها، مستمرة. قبل ان تستقبل كتلة الوفاء للمقاومة الاثنين وفد “الاعتدال الوطني”، بدا ان مبادرته تترنح، وقد وجّه نحوها مستشار رئيس مجلس النواب نبيه بري، النائب علي حسن خليل، ضربات قاسية، تكاد تكون “قاتلة”، في مواقفه الصحافية الاخيرة، والتي اعلن فيها ان “لا جلسة مفتوحة للانتخاب”، وان الحوار يجب ان يشبه الحوارات التي كان يدعو اليها رئيس المجلس في السنوات الماضية.
هل يهدأ الجنوب؟: وسط هذه الاجواء، ومع انتهاء اجتماع سفراء الخماسي ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي في السراي امس، الى “لا جديد”، تتجه الانظار الى ما اذا كانت الجهود الدبلوماسية الدولية، وتحديدا الاميركية منها، ستنجح في اعادة التهدئة الى الجنوب اللبناني، سيما اذا ابصرت الهدنة النور في غزة، بما ان المسؤولين الاسرائيليين لا يخفون رغبتهم بمواصلة عملياتهم ضد حزب الله، حتى ولو تم التوصل الى اتفاق وقف نار في القطاع. ليس بعيدا، علم موقع mtv أنّ الموفد الأميركي آموس هوكستين سيصل الى بيروت يوم الاثنين المقبل في زيارة يلتقي في خلالها عددًا من المسؤولين اللبنانيين. وتشير المعلومات إلى أنّ هوكستين سيستهلّ لقاءاته باجتماع مع رئيس مجلس النواب نبيه برّي.
7 عناصر: جنوبا، وفي انتظار نتائج زيارة هوكستين والاتصالات المكوكية بين العواصم الكبرى وابرزها القاهرة، لانضاج “هدنة” قبل رمضان، التصعيد سيد الموقف. صباح اليوم، نفذ الطيران الإسرائيلي غارة بمسيّرة استهدفت سيارة على طريق عام الناقورة. على الاثر، قال الجيش الإسرائيلي: استهدفنا سيارة جنوبي لبنان كانت تقل عناصر مسؤولين عن إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل. اضاف: العناصر المستهدفون يتبعون “لواء الإمام الحسين” التابع لإيران ويعملون لصالح حزب الله… من جانبه، نعى الحزب “الشهيد فاروق حرب في بلدة الحلوسية، وحسين محمد بدوي من بلدة دير قانون رأس العين، وعباس أحمد خليل “أبو أحمد ساجد” من بلدة السمّاعية في جنوب لبنان”.. وكان الحزب نعى ايضا 4 عناصر سقطوا في الغارات على راميا امس..
الحزب: ايضا، طال قصف مدفعي اسرائيلي اليوم أطراف طيرحرفا والجبين ومنطقة الوزاني وعيتا الشعب ووادي السلوقي. وشنت طائرات حربية إسرائيلية غارات على تلال بلدة رامية الجنوبية. واستهدف قصف مدفعي أطراف بلدتي مركبا وبني حيان في القطاع الشرقي. وسجل قصف مدفعي للأحياء الجنوبية الغربية لبلدة ميس الجبل واندلاع حريق في المكان. وشن الطيران الاسرائيلي غارة على اللبونة وسجل تحليق لطائرة “أم كا” على منخفض وقصف مدفعي لمجدلزون. وكان حزب الله اعلن انه ” قصف جنودا في محيط جل العلام”، كما هاجم “قيادة القطاع المستحدث في ليمان بمسيرة انقضاضية اصابت هدفها بدقة”.
مستعدون للتفاوض: وسط هذه الاجواء، أنهى وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب إجتماعاته في منتدى انطاليا الدبلوماسي بالمشاركة في حلقة حوارية حول التأسيس لسلام دائم في الشرق الاوسط حيث اشار الى التهديدات اليومية الاسرائيلية بتدمير لبنان، في حين يسعى لبنان للاستقرار داعيا “الاسرائيليين الى تجربة خيار مختلف عن الحرب المستمرة منذ اكثر من ٧٥ عاما”. واشار الى ان انسحاب اسرائيل من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، واحترام الحدود الدولية، ووقف الخروقات اليومية يحقق الامن للجميع، وبأن لبنان مستعد للتفاوض غير المباشر لان الخيار الآخر امامنا هو خطر إتساع رقعة الحرب لتصبح حربا اقليمية.
كفاءة الجيش: في المواقف من التطورات، وبينما قائد الجيش العماد جوزيف عون في ايطاليا حيث شارك في اجتماع لدعم الجيش اللبناني، أكد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع في مقابلة صحافية ان “المعطيات تظهر بأن “الحزب” غير قادر على محاربة اسرائيل، اما الجيش اللبناني فيتمتع بوحدات كفؤة ومدربة ومجهزة، وشدد جعجع على ان اي حرب شديدة على لبنان هي “حرب على البلد برمته”، وتصب تبعاتها والنتائج كلها في الداخل اللبناني”. اما عمّن يتحمل مسؤولية ما يجري في الجنوب ان كانت اسرائيل ام الحزب، أجاب: أكيد اسرائيل بتتحمل المسؤولية، بس “حقك مش على عدوك، حقك على يلي عم يسهل لعدوك الحاق الاذى فيك”. فنحن كلبنانيين وحكومة وسلطة ودولة يجب ان يكون هدفنا الحفاظ على الاراضي اللبنانية وامن اللبنانيين، قبل التفكير بالآخرين ومساعدتهم وفق قدراتنا وليس العكس. فماذا كان سيحدث لو انتشر الجيش اللبناني بدلا من “الحزب” في اماكن تواجده اليوم وتعاون مع “القوات الدولية” في الجنوب عند الحاجة، وهو ما تؤيده دول العالم كلها”. وعما اذا كانت لديه خشية من اتفاق “اميركي – ايراني يشارك فيه الحزب يبدأ من الحدود ويمتد الى الداخل”، قال: باختصار في الداخل اللبناني هناك “الحزب” وحلفاؤه من جهة، والمعارضة من جهة أخرى، علما ان قرار المعارضة حر وواضح ولن تبدّله، ولا يمكن للولايات المتحدة “المونة” عليها. اذا هذا الاتفاق قد يحصل نظريا ولكن عمليا لن يسري”.
ترنّح المبادرة: ليس بعيدا، وعلى الصعيد الرئاسي، بدا ان مبادرة تكتل الاعتدال الوطني بدأت تواجه عقبات. فاثر انطلاقة قوية لها، مع موافقة اكثر من فريق وازن في الداخل على افكارها، بما انها طرحت “تشاورا نيابيا” وايضا “جلسة مفتوحة بدورات متتالية حتى انتخاب رئيس”، سُجّلت عودة لعين التينة الى مربّع التصلب، مع مواقف النائب علي حسن خليل الاخيرة. كما تشير مصادر سياسية مطّلعة لـ”المركزية”، الى ان رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، على لسان نجله النائب طوني فرنجية، أبلغ وفد الاعتدال ان والده ليس في وارد التراجع عن مرشحه، وان لا مرشّح آخر لدى فريقه السياسي اليوم. ويبدو ان هذا الموقف، منسّق مع عين التينة ومع الضاحية. على اي حال، تتابع المصادر، فإن حزب الله الاثنين، سيستفسر من “الاعتدال” عن تفاصيل مبادرته، الا انه لن يقدم اي جواب عليها، في تموضع لا يدل على انه ايجابي تجاهها.
الجميل يستغرب: كل هذه العوامل دفعت برئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل الى انتقاد الحزب والمبادرة وحتى مَن وافقوا عليها، غامزا من قناة “القوات الللبنانية”. فقد رأى أن “لا شيء يميز المبادرات التي طُرحت عن مبادرة الرئيس برّي”، مشيرًا إلى أن “النائب علي حسن خليل وضّحها على أنها عملية حوار كما دعا إليها برّي سابقًا”. وقال في حديث تلفزيوني “أولًا لم نرَ أي التزام من قبل الفريق الآخر لعقد جلسات مفتوحة وليس فقط متتالية، وثانيًا: لم ينسحب مرشح 8 آذار سليمان فرنجية من السباق الرئاسي، وبالتالي لا نزال عند نقطة الصفر اليوم، وأستغرب كيف وافق البعض على مبادرة لم تُعالِج هذه النقاط البنيوية وبظلّ عدم قبول حزب الله المناقشة بمرشحٍ ثالث”.
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.