نقلا عن المركزية –
وسط عودة الصمت الانتخابي يظلل الساحة المحلية عشية اقتراع الموظفين غداً، وفيما انبرى المرشحون الى العمل الميداني استعدادا للمنازلة الكبرى الاحد، بقيت عجلات قطار الحثّ السياسي للسنّة على الاقتراع دائرة بقوة، بانتقاله الى المواقع الرسمية السنية في الدولة عبر موقفين لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي اعتبر الاقتراع حقا وواجبا لا يجوز الاستنكاف عنه او التردد في القيام به، في حين اكد وزير الداخلية بسام مولوي “ان مشاركة الطائفة السنية بمثابة دفعة في الاتجاه الصحيح لإبعاد المفسدين عن السلطة، واختيار الأنسب والأصلح لقيادة لبنان في الفترة المقبلة“.
والانشغال الداخلي بالاستحقاق الانتخابي لم يحجب الضوء عن فظاعة الجريمة الوحشية التي ارتكبتها اسرائيل فأصابت الجسم الصحافي في الصميم بقتل الاعلامية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة خلال تأدية واجبها المهني في نقل الحقيقة والكلمة الجريئة في وجه الظلم والوحشية التي يمارسها الاسرائيليون بحق الاحرار في مخيم جنين، فأبرق رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى الرئيس محمود عباس، معزيا، فيما رصدت موجة استنكار من مختلف القوى السياسية.
لا للاستنكاف: انتخابياً، قال رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي: “إن اللبنانيين على مختلف الاراضي اللبنانية مدعوون يوم الاحد المقبل للمشاركة في الانتخابات النيابية، بعد جولتين انتخابيتين تمتا بنجاح الاسبوع الفائت في دول الانتشار، وشكلتا خطوة أساسية في تعزيز اللحمة بين لبنان المنتشر ولبنان المقيم“.أضاف :”إن الحكومة عبر وزارة الداخلية، اتخذت، في لبنان، كما في الانتشار، كل الاجراءات الكفيلة بتأمين سلامة الاقتراع وحرية الناخب، لكن يبقى الدور الاساسي مناطا بالمواطنين عبر الاقبال على الصناديق والادلاء باصواتهم، لكي يكون اقتراعهم ترجمة عملانية لارائهم وتطلعاتهم“.وتابع :”الاقتراع في يوم الانتخاب حق وواجب لا يجوز الاستنكاف عنه او التردد في القيام به، ومسؤولية المواطنين في الدرجة الاولى ان يختاروا من يريدون أن يمثلهم ويحمل تطلعاتهم. هذا هو المعبر الطبيعي للتغيير الذي يريده اللبنانيون بغض النظر عن الاشخاص والانتماءات.فلنقدم على الاقتراع وليكن يوم الانتخاب محطة أساسية في مسار الديموقراطية من أجل مستقبل لبنان واللبنانيين”.
وكان رئيس مجلس الوزراء إستقبل لجنة المنظمة الفركوفونية الدولية لمراقبة الانتخابات في السراي ، وتم خلال اللقاء البحث في التحضيرات والإجراءات المتخذة من اجل اجراء الانتخابات النيابية وعمل اللجنة لمواكبتها.
نداء من مولوي إلى السنّة: من جهته، أكد وزير الداخلية بسام مولوي، أن التصويت في الانتخابات النيابية حق وواجب من أجل أن “يرسم اللبنانيون غدًا معافى يخرج البلاد من أزماتها بفعل مشاركة أبنائها جميعاً، خصوصا الطائفة السنية التي تعتبر مشاركتها في الانتخابات النيابية بمثابة دفعة في الاتجاه الصحيح لإبعاد المفسدين عن السلطة، واختيار الأنسب والأصلح لقيادة لبنان في الفترة المقبلة“. وقال مولوي لـ”البلاد”: إن الاستنكاف أو التأخر عن ممارسة حق التصويت والانتخاب إنما يمعن في إغراق البلاد بالأزمات ويشكل مكافأة مقصودة للنهج الذي أفسد البلاد والعباد، كما توجه إلى الطائفة السنية بالقول: “أنتم من شارك بفعالية في تأسيس البلد وأرسى ميثاقها الوطني وأنتم الذين لم تشاركوا في الحرب الأهلية ولم تحملوا السلاح مدعوون اليوم بكثافة للمشاركة في إخراج لبنان من حرب من نوع آخر، هي حرب الفقر والحرمان والبطالة التي دخلت إلى بيوت اللبنانيين جميعاً. أنتم مدعوون إلى اختيار من ترونه حاضر القلب، نظيف الكف، ليكون خادماً للقوم لا سيّداً لهم، يعمل بأمانة على تمثيلكم في الندوة النيابية لإقرار ما يلزم من تشريعات وخطوات تخرج البلد من محنته“.واضاف: “أنتم مدعوون لتكونوا أوفياء لعروبتكم متمسكين بشرعية دولتكم، متضامنين مع ذوي الفضل من أشقائكم. أنتم مدعوون لاختيار القوي الأمين ولا تتأخروا عن أن تكونوا شهوداً للحق، مصداقاً لقوله تعالى: ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثمٌ قلبه”.
سابقة انتخابية خطيرة: في السياق، وفي سابقة خطرة وغريبة قد تعطّلُ المسار الديمقراطي والطبيعي لانتخابات لبنان، يبدو أن بعض صناديقٍ اقتراع المغتربين سيتأخر وصولها إلى ما بعد 15 أيار، موعد إتمام الاستحقاق في لبنان. فقد أعلنت شركة DHL التي تقوم بعملية نقل صناديق الاقتراع من الخارج إلى لبنان، بأن بعض صناديق الاقتراع متوقّعٌ وصولها إلى لبنان في 17 أيار، أي بعد يومين من انتهاء عملية الاقتراع في لبنان الاحد المقبل، وهو أمر يتنافى مع المسار الواجب إتمامه في ما يتعلق بشفافية الانتخابات.لذلك، فإن المطلوب من وزارة الخارجية أن تستدرك هذا الموضوع حالا وتعمدَ إلى التأكد من وصول صناديق الاقتراع فورا إلى لبنان حتى يُصارَ إلى فرزها مساء 15 أيار، مع بقية الصناديق المخصصة لاقتراع المقيمين، حتى لا تشوب الانتخابات أي علامات إستفهام.
المساعدة الاجتماعية: من جهة ثانية، وعشية اقتراع الموظفين، أوعز الرئيس ميقاتي الى وزير المالية يوسف خليل بوجوب صرف المساعدة الاجتماعية التي اقرها مجلس الوزراء للجيش والقوى الامنية والموظفين وغيرهم وذلك بالسرعة الممكنة. كما وقع مرسوم زيادة غلاء المعيشة للمستخدمين والعمال الخاضعين لقانون العمل.
اجتماع تحضيراً للانتخابات: وتوازيا، دعا وزير العدل هنري خوري رؤساء النيابات العامة في لبنان الى اجتماع عقده صباحاً في مكتبه في الوزارة استكمالاً للبحث بالتحضيرات المتعلقة بيوم الاستحقاق الانتخابي الأحد المقبل، وبحث المجتمعون في كيفية معالجة أي تجاوزات قد تحصل وتتعلق بسير العملية الانتخابية السليمة، علماً ان رؤساء النيابات العامة سيكونون متواجدين طوال النهار الانتخابي في مراكز عملهم لتلقي الشكاوى والمخالفات والتصرف على اساسها منعا لحصول اي تجاوزات او ارتكابات.
اقترعوا للثنائي: الى ذلك، اعتبر المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان في تصريح اليوم أننا “نفهم جيدا أن الدولة مشلولة ومأزومة لكن أن تكون الدولة بلا كرامة، وأن يتحول البلد دكاكين رخيصة لسفارات البازار ووكالات التسويق النفطي، فهذا عار على السلطة والوزارة المعنية، وعار على الشعب الذي يعرض كرامته بأبخس مال فاجر“. وأكد “أن المعركة الانتخابية معركة خيار وطني يريد لبنان سيدا لا دكانة للسفراء، مستقلا لا مستعمرة، حرا لا ملحقا، وطنا لا مرتعا لأنابيب النفط”… متوجها “لأهلنا في البقاع والجنوب والضاحية وزحلة وباقي دوائر لبنان” بالقول:”الخيار وطن مستقل وقرار حر وسلطة سياسية شجاعة وكرامة وطنية تلفظ المال اللقيط والعسس اللقيط، سلطة تقول لا لعوكر، سلطة تمنع سفارات النفط الوقحة من تفخيخ البلد بالمال الأسود، سلطة قادرة على أخذ قرار سياسي باتجاه الشرق، سلطة قادرة على حماية مواردها الوطنية، سلطة تمنع لعبة دكاكين الدولار والأسعار وتجار الأزمات من نهش البلد واستزافه، سلطة قادرة على التغيير النقدي والبطش بالفاسدين، سلطة أقرب للفقراء، سلطة قادرة على التصحيح المالي، سلطة قادرة على قمع مصارف الأزمة ومافيا الودائع، سلطة ذات سيادة سياسية نقدية، وهذا يعني ضرورة الإقتراع الكثيف للثنائي الوطني وحلفائه يوم الأحد الكبير، لأن المعركة بين خيار مقاوِم وخيار مقاوِل”.
بخاري روداكوف: في مجال آخر، وبعيد اجتماع بين السفير السعودي وليد البخاري والسفير الروسي الكسندر روداكوف، غرد البخاري عبر حسابه على “تويتر”: “كان لقائي مع السفير الروسي في بيروت، ألكسندر روداكوف، هامًا ومثمرًا، استعرضنا فيه أبرز مُستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية، وناقشنا الجهود المُشتركة لمواجهة التحديات في لبنان والمنطقة، بالإضافة إلى بحث عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المُشترك“.
باصات فرنسا: حياتيا، اعلن وزير الاشغال العامة والنقل علي حمية خلال مؤتمر صحافي ان “الدفعة الاولى من الباصات الفرنسية ستنطلق من فرنسا يوم الأحد المقبل في 15 أيار الجاري وستصل إلى مفأ بيروت في 23 الجاري”، مرحبّاً باي دولة “تريد الاستثمار في سكك الحديد في لبنان سواء شرقًا أو غربًا.
تصعيد: معيشيا، اعتبر رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الاسمر، في تصريح، ان “الارتفاع المستمر والصاروخي لأسعار المحروقات يعكس اصرارا وتواطؤا بين جهات وغرف سوداء تدفع البلاد نحو الانفجار الكبير. واشار الى ان “لا يبدو ان هناك فائدة من الحوار العقلاني مطالبا الحكومة الاستمرار بدعم القمح والجهات المعنية فيها برفع بدل النقل فورا ال 150 ألف ليرة عن كل يوم عمل في القطاعين الخاص والعام وبرفع قيمة المنحة المدرسية والتعويضات العائلية”. كما طالب وزير العمل بدعوة لجنة المؤشر الى اجتماع فوري لمناقشة جدية وحاسمة لموضوع الحد الادنى للأجور وملحقاتها وشطورها
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.