استقالة دي شادارفيان: رسالة دولية ورئاسية إلى باسيل
المركزية- ضربة جديدة تلقاها التيار الوطني الحر في توقيت شديد الحساسية بقرار مسؤول العلاقات الديبلوماسية ميشال دي شادارفيان تقديم استقالته من منصبه، مع العلم أنه معروف بكونه أحد المناضلين التاريخيين إلى جانب مؤسس التيار العماد ميشال عون، منذ ثلاثة عقود.
تبعا لذلك، تؤكد مصادر سياسية معارضة لـ “المركزية” أن أحدا لا يشك في أن قرار الاستقالة هذا ستكون له تداعيات كثيرة، في الدوائر الحزبية الضيقة، بغض النظر عمن سيخلف دي شادارفيان في المنصب. ذلك أن البيان الذي أعلن فيه الأخير قراره المفاجئ يحمل كثيرا من الرسائل السياسية الشديدة اللهجة في اتجاه التيار.فالرجل الذي ينوي المشاركة في الاجتماع المقرر غدا لما يمكن تسميتها “المعارضة العونية” لم يخف امتعاضه إزاء ممارسات داخلية وحزبية شذت في رأيه عن القواعد الأساسية التي أرساها العماد عون، بقوله إن مهمته- القائمة أولا على الدفاع عن خيارات التيار- باتت مستحيلة، وتناقض اقتناعاته وضميره.
وتلفت المصادر إلى أن دي شادارفيان ليس المسؤول الحزبي الأول الذي يعبر عن نوع من الاستياء من خيارات القيادة الحزبية، اذ أن كثيرا من كوادر التيار الذين انتهى بهم الأمر إلى الخروج من صفوف الحزب طوعا أو قسرا لم يجدوا ضيرا في الكلام عن أن كل ما يجري اليوم في التيار يصب، في رأيهم، في مصلحة رئيسه جبران باسيل أولا، مذكرة بما أعقب تزكية باسيل على رأس التيار قبل انتخاب العماد عون رئيسا للجمهورية، من استقالات ومحاسبات حزبية، وصدامات ضربت في الصميم صورة التيار ممثلا أول للمسيحيين، في وقت ينشغل باسيل بخوض المعارك السياسية والحكومية، بطريقة قد لا تكون مرضية للكوادر الحزبية، ولا للقاعدة البرتقالية الشعبية، على وقع الغضب الشعبي العارم ضد الطبقة السياسية قاطبة.
على أن المصادر تشدد على ضرورة تكريس كثير من الوقت والجهد للتمعن في الرسائل الديبلوماسية الانتقادية التي حملها بيان الاستقالة، خصوصا لجهة اعترافه بأن خيارات التيار تلقى انتقادات واسعة في الأوساط الديبلوماسية، وهو ما يجعل دي شادارفيان عاجزا عن الدفاع عنها. لكن الأهم أن هذه الضربة تأتي بعد ستة أسابيع على العقوبات التي فرضتها الادارة الأميركية على باسيل، فيما هو يجهد لإثبات براءته من “تهم” الفساد، من دون التخلي عن تحالفه المعلن مع حزب الله. وتذكر المصادر في هذا الاطار أن إصرار باسيل على خوض هذه المعركة لا ينبع فقط من إرادة شخصية محقة لا نقاش فيها، بل أيضا من كونه رجلا سياسيا محنكا يعرف تمام المعرفة أهمية الأبعاد الديبلوماسية للمعارك التي تخاض في لبنان، من تأليف الحكومة، الى قانون الانتخاب، وصولا إلى رئاسة الجمهورية التي بدأ الجميع يعدون العدة لها، وإن بعيدا من الضوضاء الاعلامية. إلا أن هذا لا ينفي أن جهود باسيل حتى اللحظة قد لا تنتهي إلى النتائج المرتجاة، خصوصا إذا كرت سبحة الاستقالات الحزبية، وتعطل المحركات الحكومية بفعل المتاريس المعروفة.
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.