نقلا عن المركزية –
في مهزلةٍ يعيش البلد، فالحكومة العتيدة لم تشكّل بعد، ويتقاذف المسؤولون الاتهامات إلا أن السبب واحد: تقديم المصالح الخاصة والارتهان للأجندات الخارجية. في المقابل، ورغم وجود فترة كافية لتجهيز المستشفيات لاستقبال مرضى “كورونا”، لم تبذل الحكومة أي جهد في الإطار حتّى وصلنا إلى المحظور. كذلك، الأسعار آخذة بالارتفاع ومن ضمنها ربطة الخبز أما التهريب “على عينك يا تاجر” فمستمر في حين أن ودائع اللبنانيين تبخّرت، وإذا أردنا تعداد مصائب اللبنانيين لن تكفينا هذه السطور، إلا أن الأكيد أن الأيّام المقبلة لا تبشّر بالافضل… وسط كلّ هذه الويلات والأسباب الموجبة للانتفاض على الوضع القائم، لم نر بعد اي ردّ فعل صادم في الشارع لمواطن بات همّه اليومي وطموحه تأمين لقمة العيش.
وفي السياق، أوضح العميد الركن المتقاعد جورج نادر لـ “المركزية” أن”التحرّكات محكومة بالوضع الصحي والاجتماعات تعقد عن بعد بسبب “كورونا”، هذا الأمر يؤخّرنا كثيراً والتحرّك الأخير كان أمام قصر العدل الخميس الفائت”.
وأضاف “توقيت النزول الكبير تحكمه الظروف والأحداث التي ستفجّر الثورة ولسنا من نقرّره بل يفرض نفسه علينا، نحن نسير مع توجّه المواطنين وشعورهم العام مثلاً رفع الدعم عن المحروقات ممكن أن يفجّر الثورة، وحسب تقديري تفجير المرفأ قد يكون السبب”، لافتاً إلى أنه “عندما تمّ الضغط على المحقق العدلي في ملف انفجار مرفأ بيروت القاضي فادي صوان وقفنا إلى جانبه وردّ طلب تنحيه والفضل الكبير للثورة التي دعمت القضاء ونظّمت وقفات احتجاجية كلّ ثلثاء وخميس”.
وأكّد نادر أن “في غضون ذلك، الاجتماعات والنقاشات يومية ومستمرة مع مجموعات الثورة والمغتربين المنتشرين في الخارج للاتفاق على صيغة مشتركة وحتى اللحظة لم ننجح بعد. قبل وضع إطار عام لمجموعات الثورة يستحيل القيام بأي خطوة أو حدث كبير. والعديد من المجموعات انخرطت وهذا أدّى إلى تقليص عددها وسهّل الحوار”.
وعن محاولة بعض الأحزاب التقليدية تسلقّ الثورة، علّق قائلاً “لا ألومها بل مجموعات الثورة في حال وافقت على التواصل معها لأن الأولى تقوم بمصلحتها”، متابعاً “أحزاب “14 آذار” تحاول تسلّق الثورة وأخذ شعاراتها إلى أخرى خاصّة بها لأنها خارج الحكم، في الوقت نفسه أحزاب “8 آذار” تعتقد أنّها منزّهة عن الفساد وعن مطالبنا وتحاول تقييد الثورة بمطالب معيشية. بالتالي كلّ طرف يسعى إلى جرّ الثورة، ورغم وجود مطالب قد تتوافق مع مطالبهما، إلا أننا ضدّهما لأن الهدف من مضمون مطالب الطرفين بقاء السلطة في يدهم والمحافظة على زعاماتهم المذهبية وشدّ العصب الطائفي”.
وختم نادر “شعار “كلّن يعني كلّن” لم يأت من فراغ، فأركان السلطة فاسدون وشرّعوا السلاح الذي حمى الفساد، كلّهم مشاركون في الفساد وإفلاس الدولة وسياساتهم الخاطئة أوصلتنا إلى هذا الوضع. من هنا، المطلوب وجود وعي لدى مجموعات الثورة تجنّباً لاستغلالها وجرّها لأن شعاراتها واضحة ولا تحاول الذهاب نحو فريق سياسي دون الآخر”.
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.