
نقلا عن المركزية
بين ليلة وضحاها وبسحر ساحر، هو الرئيس الاميركي دونالد ترامب، انتهت الحرب الاسرائيلية- الايرانية بعد 12 يوماً على اندلاعها. حرب تفاوتت فيها نسب الربح والخسارة، مع الاقرار بأن ايران كانت الخاسر الاكبر والولايات المتحدة الرابح الاكبر فيما حققت اسرائيل اهدافها ولكن بثمن باهظ .
اثبت ترامب للعالم تفوق بلاده عسكريا ، باستعراض القوة الذي نفذته قواه الجوية باستهداف ثلاث منشآت نووية ايرانية، ودبلوماسياً بتمكنه من لجم تدهور كاد العالم ينزلق معه الى حرب عالمية عبر فرض اتفاق وقف النار على ايران المُنهكة بسلسلة ضربات افقدتها كبار قادتها العسكريين وعلمائها النوويين ودمرت منشآتها النووية جزئيا او كلياً وبناها التحتية العسكرية ومقتل وجرح المئات من الايرانيين، وعلى اسرائيل التي تلقت اقوى الضربات الصاروخية من ايران ما ادى الى دمار في عدد من المناطق وسقوط قتلى وجرحى وتعطيل عجلة الاقتصاد في البلاد، وهو ما لم يعتد عليه الكيان.
وقف النار: ساعات بعيد الرد الايراني على الغارات الاميركية على مفاعلات ايرانية والذي كان منسقا مع الدوحة وواشنطن، أعلن الرئيس الاميركي عن قرار لوقف النار بين تل ابيب وطهران دخل حيز التنفيذ صباح اليوم. وعلى وقع معطيات عن خرقه من قبل الجمهورية الاسلامية صباحا، عادت طهران ونفتها رسميا، تدخل ترامب شخصيا وتواصل مع رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو طالبا منه عدم الرد وقصف طهران، وقد نال ما اراد، فأتى الرد الاسرائيلي رمزيا استهدف رادارا شمال ايران.
وقال ترامب في منشور على منصته “تروث سوشال” إن “إسرائيل لن تهاجم إيران. ستعود كل الطائرات أدراجها وهي تلوح بود لإيران. لن يتعرض أحد إلى الأذى. وقف إطلاق النار ساري المفعول!”، وذلك بعد وقت قصير على قوله للصحافيين في البيت الأبيض إنه “غير راض” عن إسرائيل لخرقها الاتفاق. واكد ترامب في وقت لاحق “ان إيران لن تمتلك سلاحاً نوويّاً ولا أريد أن أرى تغيير النظام في إيران”.
حوار الداخل: وسط هذه الاجواء الايجابية التي وضعت حدا لـ12 يوما من التصعيد والتوتر في الشرق الاوسط، قالت مصادر سياسية مطلعة لـ”المركزية” ان وقف النار من شانه ان ينعكس ايجابا على لبنان الذي نأى بنفسه عن المواجهات كما اكد الرئيس نبيه بري، بحيث ستنطلق عجلة الحوار حول سلاح حزب الله للوصول الى التفاهم المطلوب، متوقعة عودة المفاوضات حول الملف النووي بين واشنطن وطهران الاسبوع المقبل.
في قطر: في هذا الوقت، وصل رئيس الحكومة نواف سلام الى قطر. وقد استُقبل الرئيس سلام والوفد المرافق في الديوان الأميري من قِبل الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر، حيث عُقد اجتماع موسّع عقبه لقاء ثنائي بين الأمير والرئيس. وعبّر الجانبان خلال اللقاء عن ترحيبهما بوقف الحرب بين إسرائيل وإيران، مع التأكيد على أهمية أن ينعكس هذا التطور إيجابا على استقرار لبنان وفلسطين ودول الخليج خصوصا بعد الاعتداء الذي تعرضت له دولة قطر والذي أدانه الرئيس سلام بشدة معرباً عن تضامنه الكامل مع قطر دولة شعباً. بعدها، عقد مؤتمر صحافي مشترك للرئيس سلام ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني. وقال سلام “اليوم وخلال مباحثاتنا، تم الاتفاق على الاستمرار في التشاور بهدف التوصل إلى تفاهم تنفيذي بشأن مساهمة قطر في دعم لبنان في مجال الطاقة، سواء من خلال إنشاء محطة لتوليد الكهرباء أو تزويد لبنان بالغاز .كما اننا نامل ان تستقر الامور في المنطقة وان يستأنف الأشقاء القطريون زياراتهم الى لبنان ، ونحن نامل ان يكون لدينا موسم اصطياف واعد، كما اطلعت سمو الامير ورئيس مجلس الوزراء على ما قمنا به في الاشهر الماضية في لبنان، ان كان في مجال الاصلاح حيث يتم التركيز عليه مع مشاريع القوانين التي تقدمنا بها، والخطوات لاعادة تشكيل الادارة على أسس الشفافية والتنافسية، والمشاريع التي أعددناها والمتعلقة باستقلالية القضاء مما يساهم في جذب الاستثمارات ، كما ان هناك مسارا آخر نعمل عليه، وهو بسط سلطة الدولة اللبنانية بقواها الذاتية على كامل الأراضي اللبنانية كما نص عليه اتفاق الطائف ، ولكن الأساس يبقى أن لا استقرار حقيقيا يمكن أن يتحقق في لبنان ما لم تنسحب إسرائيل بالكامل من الأراضي اللبنانية التي لا تزال تحتلّها، والمعروفة بالنقاط الخمس. وكما في كل اتصالاتي السابقة مع دولة الرئيس، طلبنا مجددًا دعمه، إلى جانب أطراف المجتمع الدولي”. اما في ما يتعلق بحزب الله فنحن والحمدلله، تمكنا بالتعاون جميعا في لبنان في الأسبوعين الأخيرين من منع جر لبنان الى حرب جديده بأي شكل من الاشكال في النزاع الإقليمي الذي كان دائرا ،واليوم بعدما توقفت العمليات العسكرية، فنحن نتطلع الى صفحة جديدة من العمل الدبلوماسي مثلما عبر عنه دولة الرئيس.
جعجع في القصر: في الداخل، عقد لقاء بين رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ورئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع في القصر الرئاسي في بعبدا. وتحدث جعجع بعد اللقاء معلنا ان “التواصل لم يتوقف مع الرئيس عون قبل وبعد إنتخابه”، وقال:”بحثنا في الأوضاع الأخيرة وأجرينا تقييما خصوصا للقرارات المطلوبة داخليا بعد ما حدث وكان التوافق مئة في المئة”. وأكد “ان الرئيس عون لديه كل النية والتصميم لقيام دولة فعلية في لبنان” وقد حصل تقدم كبير في هذا الخصوص”. وقال :” لم نوجه أي رسالة للرئيس عون بل نتواصل معه ونتباحث في المواضيع”. ولفت جعجع الى انه “حان الوقت لأن تقوم دولة فعلية في لبنان، وهي مصلحة كل اللبنانيين قبل ان تكون مطلبا خارجيا”. وردا على سؤال، قال جعجع :”كانت هناك وضعية شاذة في المنطقة بدءا من اليمن ووصولا إلى لبنان، ولم يكن ممكنا أن يستمر ذلك. وأعتقد أننا سنصل إلى تفاهم أميركي إيراني جدي تبعا لما يتلاءم مع نظرتنا للأمور ومع مصالح لبنان العليا”. وشدد على ان “لقيام دولة في لبنان يجب أن يكون لدينا جيش واحد وقرار السلم والحرب بيد الحكومة والدولة هي من تتخذ القرار”. وردا على سؤال ، قال جعجع:” لم ألمس “أي نفس فساد” في العهد منذ 5 أشهر”.
استهداف: على الارض الجنوبية، استهدفت مسيّرة معادية بصاروخين سيارة على طريق كفردجال، ما أدى الى اشتعالها وسقوط 3 ضحايا. وأشارت مصادر صحافية الى ان أحد المستهدفين بغارة كفردجال بالنبطية هو هيثم بكري المرتبط بحزب الله ماليا.وبعد الظهر سقطت مسيرة اسرائيلية في بلدة مركبا.
اليونيفيل: ليس بعيدا، أقيم صباح اليوم في في قيادة اليونفيل في الناقورة حفل التسلم والتسليم بين القائد العام المنتهية ولايتة الجنرال الإسباني ارولدو لاثارو والجنرال الإيطالي الجديد دايواتو ابانيارا الذي عينه امين عام الامم المتحدة انطونيو غوتيرش مطلع الشهر الحالي ليتبوأ منصبه الحالي. وقال ابانيارا “علينا مواصلة تعزيز الاستقرار، والتنسيق الدولي، وتحويل الحوار إلى عمل ملموس. إن إدراك أهمية الاستقرار لا يكفي؛ بل يجب أن نعمل، بلا كلل على بنائه يومًا بعد يوم. واليوم، تقف اليونيفيل عند لحظة محورية. نحن منخرطون في عملية تكيف من اجل المستقبل، وهي عملية تحوّل تُعزز قدرتنا على أداء مهامنا بفعالية وكفاءة ومصداقية أكبر. يُعيد هذا التكيّف التأكيد على مهمتنا الأساسية: حماية المدنيين، ومراقبة وقف الأعمال العدائية، والمساهمة في استقرار جنوب لبنان وفقًا للقرار 1701، ودعم الجيش اللبناني. ويبقى قرار مجلس الأمن 1701 الاساس والوجهة النهائية. وهو يجسد الإرادة الجماعية للمجتمع الدولي لتعزيز السلام العادل والدائم والشامل. وفي سعينا لتحقيق هذا الهدف، يجب علينا أن نستمر في استكشاف توليفات وحلول واقتراحات مختلفة لتحقيق أهدافنا، مع الأخذ في الاعتبار أنه لا يمكن لأي منظمة أو أمة أو فرد واحد أن ينجح بمفرده”.
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.