نجم: لن نرفع الأقساط ونحافظ على سعر الصرف الرسمي
المركزية – لم تكن الجامعات الخاصة بمنأى عن تداعيات الأزمة الاقتصادية التي طالت معظم القطاعات في لبنان، لا بل قد تكون من بين اكثر المتضررين، ما اضطر بعضها الى رفع سعر صرف الدولار الى 3900 ليرة كي تتمكن من مواجهة التحديات. في المقابل وضع هذا القرار الطلاب واهلهم امام معضلة غير قادرين على حلها، خصوصا لمن باتوا في نصف المشوار الجامعي بحيث وضعوا بين مطرقة وجوب تسديد الاقساط النارية وسندان عدم القدرة على استكمال اختصاصهم. لكن جامعات اخرى لاسيما تلك التابعة للارساليات ابقت سعر صرف الدولار على 1500 ليرة فكيف ستتمكن من مواجهة التحديات والاعباء المالية المترتبة عليها وما هي الاجراءات التي تتخذها للصمود والاستمرار في رسالتها التعليمية؟
جامعة سيدة اللويزة هي احدى هذه الصروح المقاومة. عن كيفية تعاطيها مع الازمة تحدث رئيسها الأب بيار نجم فأوضح لـ”المركزية” ان “التحديات كثيرة في ظل الوضع الذي يمر به لبنان، خاصة المالي والنقدي والمصرفي، نحن كجامعات لا تبغي الربح، تعتمد على الاقساط من اجل تأمين جزء كبير من مصاريفها والجزء الأصغر عبارة عن تبرعات او مساعدات من الخارج او من لبنان. لكننا في الوضع الحالي، من جهة لا نتمكن من الوصول الى اموالنا في المصارف بالطريقة التي نحتاجها، ومن جهة أخرى يعجز طلابنا عن دفع الاقساط كما في السابق، ولا نتمكن من تحصيل اكثر من 40 في المئة منها، ما أدى الى تراجع مداخيلنا نحو 60 في المئة. لكن الازمة الاقتصادية والاجتماعية تفرض علينا الوقوف الى جانب طلابنا واهلنا، لذلك رفعنا نسبة المساعدات الاجتماعية وهذا ما شكل عبئا اضافيا علينا”.
أضاف: “اما التحدي الكبير الذي نواجهه، فنحن كجامعة معتمدة من الولايات المتحدة لدينا ارتباطات مع الخارج، ويتوجب علينا تحويل الاموال من اجل الاعتماد أكان المؤسساتي او عن كل برنامج، اضافة الى الاشتراكات السنوية التي تتكبدها الجامعة كي تحافظ على مكانتها والمستوى الاكاديمي الذي تقدمه لطلابها، كاشتراكات المكتبة مثلا، حيث ان المكتبة بمعظمها اونلاين وهي ضرورية لأبحاث الطلاب والاساتذة. وبما اننا لا نتمكن من تحويل الاموال الى الخارج، نضطر للجوء الى شراء الفريش دولار من السوق الامر الذي أدى الى مضاعفة المصاريف عشر مرات عن السنوات الماضية لتسديد المتوجبات. بعض الاشخاص يظن ان الجامعة توفر في التكاليف التشغيلية بما انها تعتمد التعليم اونلاين، إنما ما حصل هو ان مصاريفنا تضاعفت عشر مرات عن السنة الماضية بسبب مشكلة تحويل الدولار. فالجامعة تتقاضى القسط من الطالب بالليرة اللبنانية وعلى اساس سعر صرف الـ1500 ل.ل. ونحتاج لتحويله الى دولار على اساس الـ8000 ما يكبد الجامعة مصاريف هائلة”.
ولفت نجم الى ان “من التحديات التي تؤثر على كل التعليم العالي في لبنان وليس فقط على “سيدة اللويزة” هي عدم قدرتنا على استقطاب اساتذة جدد او اقله المحافظة على الاساتذة الموجودين. ففي الوضع الحالي، رواتب الاساتذة فقدت قيمتها الشرائية، وكل استاذ يجد فرصة عمل في الخارج في الخليج او اوروبا او الولايات المتحدة يفضل ان يسافر، ومهما حاولنا رفع راتبه لاستقطابه، فإن هذا الامر في غاية الصعوبة في الوقت الحالي، لن نتمكن من المزايدة على الجامعات الاخرى التي ستعطيه راتبه بالفريش دولار، عدا التسهيلات الاخرى”.
وتابع: “بدأنا منذ ثلاث سنوات حالة تقشف، اوقفنا كل النشاطات غير الضرورية لأننا بدأنا نشعر بسوء الوضع، اي غير الاكاديمية من احتفالات وسفر لإعطاء الاولوية لمساعدات الطلاب، ووصلنا الى اكثر من عشرة ملايين دولار مساعدات اجتماعية. ويستفيد 60 في المئة من طلابنا من احد انواع المساعدات. كما اوقفنا التوظيف الا الضروري والاساسي جدا. وقمنا بكل الاجراءات التي كانت صعبة خاصة على الباحثين والاساتذة والموظفين كي نتمكن من دعم الطلاب قدر المستطاع”.
اما عن الاقساط فأكد “ان رغم الوضع الصعب والخطر الوجودي الذي يتهدد مؤسسات التعليم العالي الخاصة في لبنان، وفي ظل غياب اي تسهيلات من الدولة، سنستمر، قدر الامكان، من دون زيادة في الاقساط كي نكون الى جانب طلابنا، وليس لدينا النية لرفع الاقساط وسنحافظ على سعر صرف الدولار 1500 ل.ل. في الوقت الراهن رغم اننا نتفهم الزملاء الذين اضطروا لرفعها بسبب ما سبق وشرحناه. وسنبذل جهدنا كي نتمكن من المحافظة على نفس مستوى المساعدات الاجتماعية لطلابنا، على امل ان تحل الامور، فلا شيء ثابتا في البلد وكل المتغيرات سريعة جدا، لكننا لا نريد ان نخسر طلابنا واتكالنا على الله، سنبقى الى جانبهم قدر المستطاع خاصة غير المقتدرين منهم، فنحن في النهاية مؤسسة تعليم عال لديها رسالة وهويتنا مارونية كاثوليكية”
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.