نقلا عن المركزية –
حدّد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في خطابه، ملامح المرحلة المقبلة. فقد وضع المعركة الكبرى في سياق “صراع الإرادات” على المستويات السياسية، الأمنية، والعسكرية. ثبّت معادلة الردّ على استهداف الضاحية الجنوبية لبيروت واغتيال القيادي فؤاد شكر. كما ثبّت معادلة الردّ الإيراني على استهداف طهران. وثبّت جبهة الإسناد المستمرة طالما الحرب على قطاع غزة متواصلة، متوجهاً إلى القوى الدولية التي لا تريد حرباً إقليمية أن تضغط بكل جدية لوقف الحرب على غزة. يعني ذلك أنه في حال أصر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على مواصلة عملياته العسكرية في غزة واعتماد مبدأ كسر حماس، فإن المنطقة ستكون متجهة إلى حرب حتمية.
ثلاثة إيقاعات
أما فصل نصرالله الردّ على استهداف الضاحية واغتيال شكر عن جبهة الإسناد، يعني ذلك أنه حتى لو تم وقف النار في غزّة فذلك لن يسهم في الإحجام عن تنفيذ الحزب لردّه، لأن ذلك له حساب مختلف ومنفصل. ولذلك فإن المنطقة أصبحت تعيش على ثلاثة إيقاعات عسكرية. إيقاع حرب غزة، إيقاع الردّ الإيراني، وإيقاع ردّ حزب الله. ولا بد من انتظار نوعية الردين وردود الفعل عليهما لتلمّس وجهة المنطقة، وإذا ما كانت ستتجه إلى حرب واسعة أم يُفتح المجال أمام إمكانية الوصول إلى صيغة لوقف إطلاق النار، أم الإستمرار بسيناريو الضربات المتتالية لفترة طويلة جداً.
تلقت إيران الكثير من الرسائل الدولية الأميركية وغير الأميركية الداعية إلى عدم الردّ أو تخفيف حدّته لمنع انفجار الأوضاع. لكن الإيرانيين رفضوا التجاوب أو النقاش في آلية الردّ حتى الآن، مشددين على أن أي تفاوض يأتي ما بعد تنفيذ إيران لردّ موجع. وتصرّ إيران على أن يكون الردّ سريعاً ولا يطول، حتى أن بعض المداولات تركزت على أن يتم الردّ بعد الإنتهاء من مراسم تشييع رئيس المكتب السياسي في حركة حماس اسماعيل هنية، فيما بعض القراءات تشير إلى أن الردّ قد يكون يوم السبت باعتبار أن عملية طوفان الأقصى كانت يوم السبت أيضاً.
ثلاثة سيناريوهات
أمام هذه الوقائع، هناك ثلاثة سيناريوهات للرد الإيراني وتداعياته، الأول أن يكون الردّ ما دون السقف أي ضرب قواعد عسكرية فارغة أو مقتل عدد قليل من الجنود. أي بعملية مشابهة لعملية الردّ على اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني واستهداف قاعدة عين الأسد في حينها. علماً أن تلك العملية جرى تنسيقها بين الإيرانيين والأميركيين، من خلال طرفين: الحكومة العراقية، وسويسرا. ويؤكد ذلك دونالد ترامب من جهة، ووزير الخارجية الإيراني السابق محمد جواد ظريف من جهة أخرى في كتابه.
السيناريو الثاني، هو تنفيذ رد عنيف ولكن من دون التدحرج إلى حرب إقليمية. وفي هذا السياق، تؤكد مصادر قريبة من المحور أنه تم خلال الإجتماعات في طهران استعراض كل الصيغ الممكنة، من بينها تنفيذ ردّ متزامن بين الجبهات والساحات المختلفة بإطلاق مئات المسيرات والصواريخ باتجاه تل أبيب ومحيطها، ولكن هذه المرة يكون عدد المسيرات أكبر بكثير، مهمتها إشغال الرادرات الإسرائيلية في مقابل إطلاق عدد من الصواريخ الدقيقة باتجاه قواعد عسكرية أساسية وحساسة، تكون قادرة على تجنّب الرادرات وتصيب أهدافها.
الثالث، هو تنفيذ ردّ يمكن أن يؤدي إلى اندلاع حرب كبرى، ومن بين احتمالاته هو تنفيذ عمليات من العراق، لبنان، سوريا، اليمن وإيران، ويتولى كل طرف استهداف منطقة وإشغال الرادرات الإسرائيلية والقبة الحديدية، بما في ذلك استهداف حقول الغاز أو مرافق أساسية. ما قد يؤدي إلى سقوط قتلى من المدنيين والعسكريين. وهذا حتماً سيستدعي رداً إسرائيلياً عنيفاً قد تقابله ردود مضادة.. ما يعني الاتجاه التصاعدي للعمليات.
وحسب المعلومات، فإن الخامنئي أبلغ الجميع، وخصوصاً الحرس الثوري، بالتحضير لعمليات ردّ نوعي ولو كانت ستؤدي إلى حرب، لأنه لا يمكن السكوت بعد اليوم على التمادي الإسرائيلي.
الأكيد أن المنطقة دخلت في مرحلة جديدة، ولا بد من انتظار الضربات والتداعيات لمعرفة ملامحها.
المصدر – المدن
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.