نقلا عن المركزية –
بعد الفوضى التي شهدها الشارع من بيروت الى طرابلس وصولا الى صيدا وصور مرورا بالناعمة في الساعات الماضية، احتجاجا على تردي الاوضاع المعيشية او اعتراضا على اعتذار الرئيس سعد الحريري، لا فرق، تحذر مصادر دبلوماسية عبر “المركزية” من انهيار اضافي ستعيشه البلاد في حال استمرّ التخبط السياسي الذي يجرّ بدوره نحو المزيد من التدهور الاقتصادي والمالي.
الهاجس هذا يقضّ مضاجع المجتمع الدولي، وهو يستعجل التشكيل خوفا من سقوط لبنان في ما لا تحمد عقباه “أمنيا”. بعض عواصم القرار يخشى على لبنان – الصيغة ويعتبرها نموذجا يصلح لاستنساخه لحل عدد لا بأس به من ازمات المنطقة، لذا يريد الحفاظ عليه.. لكن البعض الآخر، يرى في الحل السياسي في لبنان، مدخلا ضروريا لثبيت الاستقرار الاقتصادي والامن الاجتماعي في البلاد. اما الذهاب ابعد في الشغور حكوميا، فيتهدد الهيكل اللبناني بالسقوط ما قد يحوّل شواطئ لبنان منطلقا لموجات نزوح سوري وفلسطيني نحو اراضيه على الضفة الثانية من المتوسط، ومن هنا، يريد حكومة اليوم قبل الغد.
مخاوف هذه الدول على الوضع الامني، في مكانها، تتابع المصادر، ولا مبالغة فيها. فأمس، وفي جولة له على الثكنات في البقاع، تطرق قائد الجيش العماد جوزيف عون إلى الأوضاع الراهنة قائلاً “يبدو أن الوضع يزداد سوءاً، والأمور آيلة إلى التصعيد لأننا أمام مصير سياسي واجتماعي مأزوم. مسؤوليتنا كبيرة في هذه المرحلة، ومطلوب منّا المحافظة على أمن الوطن واستقراره ومنع حصول الفوضى. تجربة الأمس (الخميس) كانت مثالاً لذلك. أهنّئكم على ضبط أعصابكم وتفويت الفرصة على من أراد إحداث فتنة”. وتابع “في ظل تردي الوضع الاقتصادي، تزداد معاناة الشعب اللبناني على مختلف الصعد، وتزداد معاناة العسكريين أيضاً. تنتظرنا تحديات كثيرة قد تتطلّب منّا جهوداً استثنائية في كيفية التعامل معها”. واكد ان “الجميع يعلم أن المؤسسة العسكرية هي الوحيدة التي لا تزال فاعلة. الجيش هو الرادع للفوضى. أعلم أنكم لن تسمحوا لأيٍ كان باستباحة أرضنا، ولن تسمحوا لهذه الظروف أن تفقدكم انتماءكم لوطنكم وهويتكم وأرضكم”.
بحسب المصادر، فإن مرحلة الشغور الحكومي مرشّحة لأن تطول وسيكون فيها الجيش في بوز المدفع يدفع ثمن العقم السياسي. لكن الضغوط الدولية ستشتد لدفع المسؤولين الى التحرّك سريعا وايجاد حل لمعضلة التكليف والتأليف. النداءات في هذا الصدد، انهمرت امس على اهل الحكم من كل حدب وصوب، من الولايات المتحدة الى الاتحاد الاوروبي، مرورا بباريس والقاهرة وجامعة الدول العربية، لكن لا شيء يضمن ان تلقى هذه المناشدات آذانا صاغية في الداخل. فوفق المعلومات المتوافرة، العهد لن يدعو الى استشارات نيابية قبل الاتفاق على اسم جديد لتولي منصب رئيس الحكومة. وهذه المهمّة تبدو شبه مستحيلة في ظل غياب الحماسة لدى معظم الشخصيات السنية للدخول في مغامرة مع العهد من جهة (الا اذا كانت هذه الشخصية ستنفّذ كل شروط الفريق الرئاسي)، ولتحدي البيئة السنية والتفافها حول الرئيس سعد الحريري من ناحية ثانية.
عليه، واذا استمرّ الدوران في حلقة البحث عن البديل طويلا، فإن المجتمع الدولي سينتقل سريعا الى خطة ايصال المساعدات الاجتماعية والغذائية الاساسية للشعب اللبناني من جهة، والدعم للجيش اللبناني من جهة ثانية، لتأخير سيناريو الانفجار الاجتماعي الكامل في بيروت قدر المستطاع وايصال البلاد والعباد الى الانتخابات النيابية بأقل الخسائر والاثمان، تختم المصادر.
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.