نقلا عن المركزية –
موجة التفاؤل التي بلغت ذروتها منذ مدة غير بعيدة بعودة سوريا الى الحضن العربي قريبا استنادا الى مواقف سورية تحدثت عن ان محاولات إصلاح العلاقات مع السعودية قد تسفر عن نتائج إيجابية قريبا، والى معلومات عن زيارات متبادلة بين مسؤولين سعوديين وسوريين كان آخرها لوزير السياحة السوري محمد رامي رضوان مارتيني، إلى المملكة ، في زيارة رسمية هي الاولى منذ قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين منذ نحو عشر سنوات، هذه الموجة سرعان ما تلاشت ليتبين ان الانفتاح السعودي الكامل على النظام السوري ليس قريبا، والارجح ليس في المدى المنظور، وان امام مسيرة العودة السورية الى الحضن العربي الكثير من الخطوات والشروط التي ما زالت بعيدة التحقيق والمنال.
التفكير العربي باعادة سوريا الى عروبتها وانتشالها من الحضن الفارسي لا تبدو ظروفه متوافرة اليوم، على رغم الدفع السوري في هذا الاتجاه كونه يساعد الرئيس بشار الأسد المُعاد انتخابه على اكتساب الشرعية الدولية، غير ان تمنيات الاسد لا تتطابق مع حزم واشنطن التي لم تتوان بحسب ما تقول اوساط دبلوماسية لـ”المركزية” عن تذكير حلفائها العرب والخليجيين بالعقوبات المفروضة على نظام الاسد وتداعيات التعامل معه، الامر الذي قد يكون سببا رئيسا خلف فرملة الاندفاعة العربية في اتجاه اعادة افتتاح سفارة المملكة في دمشق. وتعرب عن اعتقادها ان زيارة الوزير السوري الى الرياض ليست بالاهمية التي صوّرها البعض وتأتي ضمن جزء من كل، اذ ان منظمة السياحة العالمية التي شارك مارتيني في اعمالها هي وكالة تابعة للأمم المتحدة ويحضر السوريون اجتماعاتها كل عام، وان المشاركة في حد ذاتها لا تعني انعطافة عربية وغربية تجاه سوريا.علما ان السعودية نفت كل المعلومات التي اشارت في وقت سابق الى زيارات لمسؤولين سعوديين الى دمشق. وتوضح الاوساط ان بشار الاسد، ان لم يثبت بالفعل لا بالقول فقط انه يعمل على اخراج طهران واذرعها العسكرية من الميدان السوري، فإن عودته الى عروبته وفك عزلته لن يتحولا الى واقع، وان الاسابيع المقبلة، بعد صفقة اعادة انتخابه، وما سيتخللها من مواقف وممارسات كفيلة بتظهير الاتجاهات، تماما كما مسار مفاوضات فيينا النووية التي توظف فيها طهران كل اوراقها في العواصم العربية التي تفرض فيها نفوذها.
بيد ان هذا الواقع لا تسلم به مجموعات واسعة من مؤيدي نظام الاسد، لا سيما في لبنان بحيث تجهد في سبيل تحويل التعاطي السياسي اللبناني معه من فردي على شكل زيارات يقوم بها وزراء ونواب من الفريق الممانع الى دمشق لتسوية بعض الملفات ، الى رسمي على مستوى الدولة فيكون مدموغا بتوقيع حكومي من شأنه ان يعوض على الاسد بعضا من عزلته الدولية.
وتحذر الاوساط الدبلوماسية من ان ينجر لبنان في هذا الاتجاه الذي سيضعه تحت سيف العقوبات الاميركية لا سيما ان اقدم على خطوته هذه بمعزل عن الاسرة العربية، معربة عن اعتقادها بأن القرار الرسمي اللبناني في هذا الخصوص لن يصدر في المدى المنظور، ولو ان الغالبية الحاكمة من جماعة المحور ترغب بشدة بالتنسيق والتعاون الرسمي مع النظام السوري ، لكنها على قاعدة ” اللي فينا مكفينا” قد تضطر الى غض الطرف راهنا عن رغبتها هذه الى حين نضوج الظرف واكتمال عوامل العودة السورية الى الجامعة العربية.
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.