نقلا عن المركزية –
نظرا الى الضجة التي أثيرت قبل كلمته، حيث كثر الحديث عن “قنبلة سيفجّرها” وعن “تسمية للامور بأسمائها” سيقوم بها للمرة الاولى منذ دخوله قصر بعبدا عام 2016، أتت رسالة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى اللبنانيين مساء امس، أقلّ من عادية. صحيح هو صوّب على معطّلي مجلس الوزراء ورفَضَ الانخراطَ في صراعات خارجية، لا علاقة لنا بها، غير ان “انتفاضته” المفترضة توقّفت عند هذا الحد، بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”.
“سيد القصر” لم يبقّ البحصة كما كان متوقّعا، فهو لم يأت على “تحديد” مَن يعوقون اجتماعات الحكومة ومَن يربطون عملها بتطيير المحقق العدلي في جريمة المرفأ القاضي طارق البيطار، ولا مَن هي الاطراف التي تقاتل في الخارج، ولم يكشف هويّتهم او يعرّيهم امام الرأي العام المحلي والخارجي،علما ان كل لبناني من اصغر طفل الى اكبر معمّر يعلم علم اليقين هوية هؤلاء، لماذا؟ لأن الفريق الرئاسي يفضّل ترك “خط الرجعة” مفتوحا في العلاقات بينه وبين الضاحية. ويبدو ان “حرد” رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل من الثنائي الشيعي اثر صدور “لا قرار” المجلس الدستوري الاسبوع الماضي، أتى ثماره، فلاقاه حزب الله في منتصف الطريق مطبطبا، وواعدا بهدايا في مجالات اخرى، نيابية ورئاسية وايضا “تعييناتية”. فنفّست الاتصالاتُ التي دارت طوال الايام الماضية في الكواليس بين حليفي ورقة “مار مخايل”، الاحتقانَ، وبالتالي خفّضت سقفَ الرئيس عون امس، على ان تُخفّض سقفَ باسيل ايضا في كلمته المرتقبة الاحد المقبل.
لكن لتبرير اطلالته التلفزيوني امس، وكي لا يأتي خطابه خاليا نهائيا من اي دسم سياسي، ذهب الرئيس عون نحو طرح عناوين براقة مفيدة للتيار الوطني الحر انتخابيا على اساس انها “بييعة” مسيحيا. فطالب باقرار اللامركزية الادارية وبأن يكون الاستحقاق النيابي استفتاء عليها، كما تذكّر الاستراتيجية الدفاعية التي كان قبل انتخابه رئيسا، وعد العالم بمناقشتها، الا انه وضعها على الرف وراح بدلا من طرحها، يدافع عن حزب الله ويؤكد انه ملتزم 1701 ولا يخرقه، صامتا عن أنفاقه وعن صواريخه التي صادرها اهالي “شويّا”، علما ان عون كان قاطع طاولة الحوار في عهد الرئيس ميشال سليمان عند طرحها الاستراتيجية، قبل ان يعلن حليفُه “اعلان بعبدا، بلّوا وشربوا ميتو”!
واذ تشير الى ان هذه الصحوة اغراضُها ايضا “انتخابية” وليس هدفُها الوصول فعلا الى اقرار استراتيجية دفاعية، والا لكان الرئيس عون دافع بشراسة، ومنذ سنوات، عن سياسة النأي بالنفس، ورفَعَ مع البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي لواءَ “الحياد”، تعتبر المصادر ان الاطلالة الرئاسية لم تكن موفّقة كثيرا ليس فقط للاسباب المذكورة اعلاه، بل لكونها ايضا حفلت بالاسئلة فيما اهل الحكم يفترض ان يقدّموا أجوبة وبالشكوى من نقص الصلاحيات ومن ارث السنوات الماضية الثقيل ومن عقبات رمتها “المنظومة” في عجلات العهد لمنعه من الانجاز، بينما يمسك نواب التيار الوطني الحر ووزراؤه منذ اكثر من عقد، بغالبية مقاعد مجلس النواب المسيحية وبأكبر الوزارات وأهمّها..
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.