نقلا عن المركزية –
في 24 تموز الماضي وقع وزير الطاقة في حكومة تصريف الاعمال ريمون غجر عقد حصول لبنان على مليون طنّ من الفيول العراقي موزّعة على كميات شهرية معينة، تكفي 8 ساعات كهرباء يومياً لمدة 6 أشهر، وسط تأكيدات أن هذا الفيول سيبدأ بالوصول إلى لبنان منتصف آب الجاري، لكن لا يوجد أي مؤشرات بأن الفيول اقترب من الوصول. في المقابل وعد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أمس، “أننا إن شاء الله سنأتي بالمازوت والبنزين من إيران، قطعًا.. متى؟ هاليومين تلاتة بقلكم، لكن الموضوع محسوم”. وأردف: “نحن لا نترك البلد هكذا ووعدنا ونلتزم بوعودنا”، مضيفًا: “سيدخل البنزين والمازوت إلى لبنان جهارًا نهارًا ونفتخر بتقديم هذه الخدمة لأهلنا وناسنا”. وفي انتظار النفط الايراني ماذا عن العراقي ومن يتحمّل مسؤولية تأخير وصوله، بخاصة وان لبنان بأمس الحاجة الى هذا الدعم لتشغيل معامل الكهرباء؟
في اليومين الاخيرين تم التداول بمعلومات منسوبة الى مصادر عراقية مقربة من رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي اشارت الى ان المشكلة ليست من الحكومة العراقية، التي عرضت على الطرف اللبناني تقديم نفط خام، يحتاج إما الى مصافٍ لتحويله الى نفط صالح للاستعمال في معامل الكهرباء اللبنانية، وهذا الامر بعيد المنال لأن المصافي اللبنانية متوقفة عن العمل منذ سنوات، وإما ان يصار الى استبداله بنفط جاهز للاستخدام وهذا هو الخيار الذي ارتآه الجانب اللبناني. وأكدت ان الحكومة اللبنانية اعتبرت ان ليس هناك من ضرورة لإرساله الى المصافي، وفضّلت بيعه الى شركات واستبداله بالنفط الملائم. فشعر الجانب العراقي بالريبة، خاصة وان لبنان مشهود له بالفساد، وطلبت منه إعطاءها المواصفات المطلوبة للمصانع اللبنانية كي تقوم هي باستبداله وتسليمه جاهزاً واقترحت اسماء خمس شركات تتعامل معها على نقل هذه المواد الى اي مكان في العالم، فرفض الجانب اللبناني الشركات الخمس، مؤكداً أن لبنان يتعامل منذ فترة مع شركة معينة تنقل له النفط. وأثار الأمر الشكوك لدى العراق، خاصة وان من المعروف ان كل جهة سياسية في لبنان تفضّل التعامل مع شركة تخصها، وتختلف في ما بينها على العمولة التي ستتقاضاها.
وفيما تبقى هذه المعلومات من دون تأكيد، أكدت مصادر معنية بالملف لـ”المركزية” ان هذه الصفقة تمت بين دولة ودولة وليس من معلومات كثيرة حول الموضوع خصوصا ان الجانب العراقي معروف بتكتمه وتحفظه، والثابت الوحيد هو ان الكاظمي مهتم جدا بدعم لبنان بالنفط. لكن هذا التأخير، بحسب المصادر، مريب خاصة وان لدى العراق خشية من نقطة اساسية كان سئل عنها وزير النفط ريمون غجر وهي لماذا لم يتمّ الإعلان عن الشركة التي سيتم تبادل النفط معها حتى الساعة، غجر يقول “اننا لم نتفق مع شركة بعد “وهنا النقطة الاساسية. لا جواب واضحا من الطرف اللبناني الذي يكتفي بالقول: ننتظر وصول النفط. وهنا تتساءل المصادر: “بالانتظار، لمَ لا يقوم لبنان بتحضير نفسه؟ ستصل اول باخرة عراقية تكفي حاجة لبنان لمدة شهر ولم يتفقوا بعد مع شركة للاستبدال وليس لدينا مصفاة لتكرير النفط العراقي وتحويله من الخام الى مازوت مناسب لمعامل الكهرباء في لبنان”. إضافة الى ان غجر أبلغها ان الكمية ستغذي فقط اربع ساعات يوميا، في حين ان العراقيين كانوا يعتقدون انها ستغذي ساعات اضافية.
وسبب الشكوك في العراق يعود، بحسب المصادر، الى خشية من أن تكون هناك عمولات في لبنان في ظل مناخ الفساد المستشري، لكن ليس لدى الجانب العراقي أدلة تقرن شكه باليقين. وأكدت ان النفط هو تقريبا مساعدات. صحيح ان العراق سيبيع النفط الى لبنان انما بالليرة اللبنانية على ان تبقى في مصرف لبنان، بانتظار ان يرى إمكان استبداله بخدمات يمكن ان يقدمها له لبنان في المقابل، اي مثابة هبة.
وسألت المصادر: “حتى متى الانتظار، نحن في عز الازمة ونحتاج بإلحاح لهذا النفط، فلم التأخير؟ هل من صفقة؟ لا احد يمكن ان يجزم، لكن المشهدية هذه لا تبشر بالخير بخاصة وان لبنان، بحسب العراقيين، مشهور بالفساد والرشوة والسمسرات”، تختم المصادر.
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.