فادي بدر – ناشر الموقع – في اليوم الأخير من السنة البائسة 2020
انظري الى أي درجة من عمق الدركات الفكرية قد أوصلتنا….فارحلي!
لم نعد نريدك… أيامك رذاذ قد لعناه مسبقا..أشهرك مصائب متتالية قد سئمناها وتعبنا منها…فارحلي!
لا تترددي… لا تنظري إن كنا سنقف عند عتبات الأبواب مودعين…فحتى الوداع قد ألفناه معك ومع فلولك…فارحلي!
ماذا تنتظرين..أن تقف الأمهات متوقعات انبلاج الساعة الأولى من نسيبتك المتربصة بك كي يكسرن بضعة صحون خزفية كنا قد استغنين عنها… كوني أكيدة أن “بورسيلان ليموج” سوف يعلن أفولك….فارحلي!
ملعونة أنت…كذوبة وعاقة سفيهة وبائسة رهيبة وحقودة…فأنت حقودة حقد قايين على هابيل …فحتى تضحية ابراهيم الخليل أنت منسحبة منها….ما أفظعك…فارحلي!
أبعدت الأحباب وأهل الدم…صارعت الحب على مذبح الموت…توغلت في ممارسة المعاصي تمردت على أوامر الخالق الذي أرسى المحبة في هذا العالم دينا …فارحلي!
أبيكت الأمهات على فراق فلذات أكبادهن…أتعلمين عظمة هذه الخطيئة على محراب الكينونة؟
ما أعظم فجورك وبأسك…فطهرك فاجر كفجور ساقطة ممزوج بعهر لم يستطع حتى “فلوبير” أن يكتبه صفة يجمل فيها صفحات روايته…فارحلي!
أضعفت قلوب رجال وأبطال جعلت منهم طريحي أفرشة بالية متخبطين محتارين… فهل يقدمون على المعصية في سبيل إطعام أفوهة تنظر إليهم نظرة “هانيبعل” على مشارف روما؟ أو ينسحبون طوعا إلى لجج الإنتحار؟ ما أذلك….فارحلي!
حطمت أحلام شباب كانوا ليصنعوا من ثواني الدقائق تبرا وعسجدا ليقدموه هدية رائعة إلى أمهاتهم وملكات قلوبهم…..خسيسة دنيئة أنت…فارحلي!
إرحلي فنحن لم نعد نريد جمالك أوثغرك الباسم….نريدك خارجا…فقط خارجا…وما أعظمه من طلب… فحتى صورك على دفتر الذكريات هي للحرق في أتون نيرون وهو يعزف على أطلال روما…. حتى براءته لم تعد تهمنا…فقد تفوقت عليه بأشواط في حلبة النرجسية المريضة.
لا أريد أن أخبرك ماذا سنفعل في السنة المقبلة …أو ماذا تعلمنا من تفاصيل أيامك الآسنة..فهاذا لم يعد يهم ..ارحلي فقط ارحلي…ألا تسمعين إرحلي!
ولكن أتعرفين ماذا؟ اقتربي واسمعيني جيدا
قبل الرحيل…أعطني هذا الفخر وهذه اللذة الإنسانية البسيطة..فهذا حق لي بعد ما فعلت بشعبي ووطني وأحبائي… أعطني لذة لعنك وسبيك…
ملعونة أنت..
فقد لعنتك لعنة تفوقها اللعنات…من لعنة توت عنخ أمون الى لعنة صندوق بندورا فأكبرمن لعنة الألياذة والوصول الى أثيكا ومنها إلى ملاك الموت على أبواب مصر الفراعنة .. وأكثر من ذلك فانت ملعونة بلعنة التمائم الرومانية ساق العظم الأوسترالية لعنة في ساعة الثور اليابانية وجمجمة الحصان مع قبائل الفايكينغ فلعنات الكتب والحرمان الكنسي وأكثر…أنت ملعونة بلعنة أصنام نيكسي الكنغولية ولعنة ألماسة الأمل منها الى لعنة ماكبث الشيكسبيرية فلعنة آل رومانوف وخليلهم راسبوتين السيبيري….
أتريدين أكثر أو اكتفيت؟
إرحلي حاملة معك الألم المرض البؤس الفقر البكاء والموت …فنحن شعب تعب استيطانهم معنا..أعطنا الأمل .. وما أصعب هذا المنال في أرض حريتها مسروقة وأحلامها خطيئة… اتسمعين لحظات الصمت… غادري فقط غادري…
أما أنت أيتها الجميلة الممشوقة القادمة غدا…. نحن جاهزون مستعدون…
مستعدون كي نحصل على ما هو حق طبيعي لنا…حقنا الإنساني فقط… لا نريد أكثر من ذلك … إسمعينا جيدا ماذا نريد..
نحن شعب يريد السلام … أعطنا السلام!
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.