نقلا عن المركزية –
على امتداد يوم مملّ اجترّت وقائعه مشهديات وتصاريح مستنسخة من مسلسل التكليف في جزأيه السابقين، تربّع رئيس الجمهورية ميشال عون على كرسي الاستشارات النيابية الملزمة للمرة الثالثة على التوالي منذ انفجار 4 آب، مستعرضاً تسمية رئيس مكلف جديد يتولى مهمة التأليف و”التوليف” بين مقتضيات التشكيل الدستورية و”معايير” المحاصصة السياسية التي وضعها رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل شرطاً موجباً ليظفر أي رئيس مكلف بتوقيع الرئاسة الأولى على مسودته الحكومية.
ومن هذا المنطلق، أتت رسالة باسيل المشفرة للرئيس المكلف نجيب ميقاتي، بحسب “نداء الوطن”، لتوجّه إليه إنذاراً مبكراً من مغبة المخاطرة بأن يلقى تكليفه حتفه إن هو آثر السير على خطى سلفه المتنحي سعد الحريري وقبله مصطفى أديب في معاندة نوازع العهد وتياره، فوضعه صراحةً وبالفم الملآن من على منبر قصر بعبدا أمام مهلة “أقصاها شهر” إما للتأليف أو للاعتذار، بمعزل عن منطوق النص الدستوري… ناصحاً إياه بأن “يتعظ” من تجربة إسقاط تكليف الحريري على قاعدة: “ما متت ما شفت مين مات؟”.
من جهة أخرى، قالت مصادر موثوقة لـ”الجمهورية” إنها لاحظت ما سمّتها بدايات مشجّعة، في نقل من كلام بين الرئيسين عون وميقاتي خلال اجتماعهما امس، يؤكّد تأكيدهما على التعاون المشترك لتشكيل حكومة في أسرع وقت. وتوازَت مع ما اعتبرتها ليونة متبادلة يمكن ان تشكل فرصة للتفاهم بين ميقاتي وفريق رئيس الجمهورية، تجلّت أولاً، في التواصل المباشر بينه وبين رئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل، وهو ما لم يحصل خلال فترة تكليف الحريري. وتجلّت ثانياً في اكتفاء تكتل لبنان القوي بعدم التسمية في الاستشارات، من دون أن يسمّي أحداً في مواجهة ميقاتي، مشيرة إلى انّ هذه الليونة يمكن أن يبنى عليها لتليين أكثر في المواقف، ولتدوير الكثير من الزوايا إن كانت حادة.
وأشارت معلومات “الجمهوريّة” أن أبرز ما أحاط حركة التواصل بين ميقاتي والتيار، هو تأكيدات سائر القوى السياسيّة على الاستمرار به باعتباره السبيل الأسلم إلى فكّ أي عقد، وما لفت الإنتباه في هذا السياق هو موقف “حزب الله” الذي أكدّ على ما مفاده: “نحن مع تشكيل سريع للحكومة، ولا نريد أن نُتّهم بأنّنا ضد تشكيلها، ولسنا على الإطلاق مع أي ما يعطّل بل نحن مع كل ما يسهّل. ولكن، ليست لنا أي علاقة في ما يدور من تواصل بين الرئيس المكلف والتيار الوطني الحر، فلا تُدخلونا بهذه المتاهة، وحلّوا مشاكلكم مع بعضكم ولسنا في موقع من يتدخل في ما يجب عليكم ان تقوموا به أنتم”.
من جهتها، لفتت “الاخبار” الى ان على مقلب التيار العوني الذي لم يصوّت لصالح ميقاتي من منطلق “التجربة السابقة غير المشجّعة”، كما قال رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل إن أي قرار لم يُتّخذ بعد بخصوص إعطاء الثقة أو حجبها. وقالت مصادر مقرّبة من باسيل إن “ثمة إيجابية حقيقية تم لمسها من خلال رغبة ميقاتي في التعاون ونيته التسهيل لا العرقلة، بخلاف ما دأب عليه الحريري”. بناءً عليه، “إذا كان البرنامج وشكل الحكومة جيدين، فسيمنح التيار ثقته لميقاتي”. ذلك لا يحجب “الشكوك التي ما زالت ماثلة عند باسيل من وجود مكيدة ما تُحضّر لفريقه من تحت الطاولة، وهو ينتظر ليرى كيف سيتصرف الرئيس الجديد والطريقة التي سيتعامل بها خلال التأليف، عندها يتخذ قرار جدّياً بالتعاون أو المواجهة”.
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.