نقلا عن المركزية –
المواجهات في جنوب لبنان ترتسم كمحور من نار مشتعلة تميل مع الريح كيفما مالت ولا تنطفئ، وكلما تفعلت الاتصالات الديبلوماسية والتحركات المكوكية ازداد أوارها، وباتت تأخذ شكلا من أشكال التصويب على الهدف المباشر، بما يشبه «عملية كوماندوز» بغارة مسيرة.
حرب لا هوادة فيها دمرت بيوتا نزح أهلها من جوار فلسطين المحتلة لمسافة تتراوح بين 6 و8 كلم، إضافة لأهداف بعيدة تماما، وكأن المقصود القضاء على مقومات الحياة في منطقة ستبدو، بعد انتهاء الحرب خاوية، ربما، من الناس ومنزوعة السلاح.
ميدانيا، أعلن حزب الله عن استهدافه تجمعا لجنود إسرائيليين في محيط ثكنة راميم بالأسلحة الصاروخية.
وقصف الجيش الإسرائيلي أطراف بلدة مركبا، كما تحدث الإعلام الإسرائيلي عن إطلاق صافرات الإنذار دويها في مستوطنات «كفار غلعاد» و«المنارة» و«مرغليوت» و«مسكاف عام» و«كريات شمونة» في الشمال، بعد سقوط 3 صواريخ من لبنان على مستوطنة «مرغليوت».
وعلى الجانب الآخر، داخل المساحة اللبنانية، يحتل موضوع اعتراض دمشق على انتشار أبراج المراقبة التي أنشأتها بريطانيا، سنة 2014، عند الحدود اللبنانية ـ السورية، واعتبارها تهديدا لأمنها «القومي»، إلى الرسالة الفرنسية، واجهة الاهتمام السياسي.
وقد أكد وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب في مداخلة له، عبر إذاعة «صوت كل لبنان»: «إن لبنان لا يقبل أن تشكل هذه الأبراج أي أمر عدائي تجاه سورية»، مجددا التأكيد على أن الهدف الأول منها هو مراقبة الحدود ووقف عمليات التسلل والتهريب.
وحول الرسالة الفرنسة، قال بوحبيب: لبنان لا يزال يبحث في الرد الأنسب على «الورقة الفرنسية» لإيجاد حل للوضع في الجنوب والتي تنص على ثلاث مراحل لتنفيذ القرار الدولي 1701 وتثبيت الاستقرار في جنوب لبنان بعد وقف لاطلاق النار.
وأمل بوحبيب أن يتم إنجاز الرد سريعا، متحدثا عن سلسلة زيارات فرنسية إلى اسرائيل في هذا الاطار من دون أن يتبلغ لبنان أي موافقة اسرائيلية حتى الآن.
إذن، هناك مسعى جاد في الرد على الرسالة الفرنسية، ومن المتوقع، بحسب معطيات «الأنباء»، أن تثمر الاتصالات البعيدة عن الأضواء، ثناء فرنسيا على الرد اللبناني الرسمي الذي، هو، من حيث المبدأ، لا تعترض عليه باريس لأنها ليست بعيدة عن أجوائه فيه تعرف حقيقة الموقف اللبناني، خاصة لجهة نقاط الالتقاء والتباعد، والفصل أو الربط، بين ما يحدث في الجنوب والحرب في غزة، والأخذ في الاعتبار رغبة اللبنانيين بإعادة الهدوء إلى الجنوب.
بيد أن هناك واقعا يفرضه سقوط ما يفوق 220 ضحية وتدمير نحو 9000 منزل كليا او جزئيا، ناهيك عن احتراق 100 ألف شجرة زيتون وتهجير 90 ألف جنوبي.
أما على الحلبة اللبنانية فيبدو أن العلاقة متأرجحة بين التيار الوطني الحر وحزب الله، اتفاق وخلاف في مكانين متقاطعين، لدرجة أن هناك ما يشبه القطيعة بينهما، إلى حد القول إنها تسير إلى الأمام بسياسة مختلفة عما كان عليه الوضع سابقا، أي علاقة لا خلاف فيها ولا اتفاق.
ويمكن قراءة ذلك من مواقف البطريرك الماروني بشارة الراعي ومتروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران إلياس عودة والرئيس السابق ميشال عون ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل والأحزاب التي تدور في فلكهم بشأن الملف الرئاسي وربط جنوب لبنان بالحرب على غزة.
المصدر – الأنباء الكويتية
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.