نقلا عن المركزية –
المركزية- تحدّيات مصيريّة ترسم معالم سنة 2021 الاقتصادية والمالية وفي مقدّمها ملف التنقيب عن النفط والغاز، والذي خاض جولات عديدة من المفاوضات غير المباشرة مع الجانب الإسرائيلي لم تُفضِ سوى إلى مزيد من التعقيدات، في موازاة معلومات تردّدت عن اتجاه الجانب اللبناني ممثلاً بهيئة إدارة قطاع البترول إلى الاتصال بشركة “توتال” لاستيضاحها سبب عدولها عن التنقيب عن الغاز في البحر الأبيض المتوسط، وذلك على وقع السؤال عما إذا كان استكشاف البلوك 9 لا يزال بعيد المنال في انتظار الاتفاق على ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل.
الخبير النفطي ربيع ياغي لفت في حديث لـ”المركزية” إلى أن “منذ إعلان “توتال” أنها ستبدأ بالتنقيب عن النفط في البلوكين 4 و9 بالتوازي، ثم عدّلت في برنامج عملها مرات عديدة، على أن قرّرت أخيراً التنقيب في البلوك 4 ثم في البلوك 9 حيث تبدأ بعملية الاستكشاف أو الحفر التجريبي نهاية العام 2020 على رغم أن النقطة التي حدّدتها لهذه الغاية تقع في شمال البلوك 9 لا جنوبه أي تبعُد 25 كلم عن حدود لبنان مع شمال إسرائيل. لكن كل عمليات التسويف والتأخير والمماطلة من قِبَل “توتال” هي نتيجة الضغوطات الإسرائيلية التي مورست عليها منذ البداية، ورضخت لها الشركة الفرنسية، من هنا لا أستغرب أن تؤجّل “توتال” بذريعة أن الحدود غير مرسومة وموقفها أصبح واضحاً للجميع”.
أما لجهة حثها للبدء بالتنقيب في البلوك 9 “فالعقد الموقّع مع كونسورتيوم الشركات بقيادة “توتال” هو في الأساس منذ 3 سنوات يعطي إلى حدّ ما الحرية المطلقة للطرف الثاني أي الكونسورتيوم، لإدخال التعديلات على برامجه من دون أي تنسيق مع الطرف اللبناني، بمعنى أن الشركات غير مرغمة على تطبيق برنامج لبنان، وذلك نتيجة التراخي وقِصَر النظر وسوء إدارة من الجانب اللبناني أكان هيئة إدارة البترول أم وزارة الطاقة… فنحن في الأساس لم نستطع إثبات مشاركتنا في القرار العملاني من خلال العقد” بحسب ما أعلن ياغي.
وأضاف “لقد أعطينا لكونسورتيوم الشركات بقيادة “توتال” حرية الحركة، وعلى هذا الأساس تلجأ إلى المماطلة”، مكرّراً القول “إن “توتال” رضخت للضغوطات الإسرائيلية منذ ثلاث سنوات وأرجأت الحفر في البلوك 9 الذي كان يُفترض العمل فيه بالتوازي مع البلوك 4″.
النفط الأسود غير مطابق.. وبالنسبة إلى النفط الأسود الذي كان مقرراً استيراده من العراق، أوضح ياغي أن “الفيول أويل يُستخدم عادة في معمَليّ الذوق والجيّة لإنتاج الكهرباء، ومن غير المتاح مدّها بخطوط النفط، وبالتالي لا يمكن تصدير النفط العراقي إلى لبنان إلا من مرفأ البصرة وبكلفة مرتفعة، فعملية النقل مكلفة نظراً إلى بُعد المسافة”.
وأشار إلى أن “نوعية الفيول العراقي غير مطابقة للفيول المستخدم في معمَليّ الذوق والجيّة، إذ أن الفيول العراقي معروف أنه يحتوي على نسبة كبريت مرتفعة تتجاوز الـ2،5 في المئة، فيما المعتمد في لبنان يحتوي على الكبريت بنسبة أقصاها 1،5 في المئة”، موضحاً في السياق، أن “تحسين نوعيّته مكلفة، لأن العراق لا يقدّم لنا هبة إنما وفق السعر المعتمد عالمياً، وبالتالي أي تعديل في مواصفات الفيول العراقي سيكون مكلفاً. من هنا التفاصيل التقنية لاستيراد النفط العراقي لصالح معمَليّ الذوق والجيّة، دونه الكثير من الصعوبات والعقبات”.
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.