
نقلا عن المركزية –
الغارات الاسرائيلية العنيفة على الجنوب اللبناني الخميس الماضي، يبدو شكّلت جرس انذار مدويا للبنان عموما ولحزب الله خصوصا، ينبه من أن الخيار العسكري لا يزال واردا بقوة لدى تل ابيب اذا لم تستعجل الدولة اللبنانية حصر السلاح. الرسالة فهمها حزب الله، الذي يدرك جيدا ان واشنطن لن تكون الا الى جانب اسرائيل في ما ستقرر فعله، فردّ عليها بمحاولة استرضاء السعودية، ودعوتِها الى فتح صفحة جديدة، على اعتبار ان الاخيرة قد تمون على الولايات المتحدة، علّها تفرمل اي اندفاعة عسكرية اسرائيلية نحو الحزب في المرحلة المقبلة.
الحزب محشور: وإن دل موقف الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم تجاه الرياض، على شيء، فعلى ان الحزب محشور ويشعر ان الخيارات امامه تضيق. وبحسب ما تقول مصادر سياسية سيادية لـ”المركزية”، فإن خطوة الحزب منسقة بطبيعة الحال مع ايران، وتشير الى ان الحزب يرى ان بعد استهداف الدوحة، قد تكون المملكة اكثر ليونة تجاه “المقاومة” واكثر تشددا تجاه اسرائيل. غير ان حسابات الحزب، وفق المصادر، في غير مكانها، اذ ان الرياض تنظر الى السلاح من منظار اتفاق الطائف وخطاب القسم والبيان الوزاري. اما العلاقات التي تنسجها السعودية، فهي مع “الدُول” اي مع الدولة اللبنانية ومع الاطراف المنضوية تحت لوائها. اي انها لا تتعاطى مع طرف سياسي، خاصة اذا كان هذا الطرف يحمل سلاحا خارج الشرعية، وهو طرف يبدو يعتبر نفسَه بمثابة “الدولة” ليخاطب المملكة بالمباشر!
جولة بن فرحان: على اي حال، لا بد ان تكون مواقف المملكة من التطورات اللبنانية كلها، حضرت في جولة مستشار وزير الخارجية السعودي، الأمير يزيد بن فرحان، الذي وصل مساء امس الى بيروت والتقى رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون، وقد افيد انه نقل اليه رسالة. والتقى بن فرحان صباح اليوم النائب فيصل كرامي. واذ أشارت معلومات الى ان بن فرحان أجرى اتصالًا هاتفيًا برئيس مجلس النواب نبيه بري بحضور المعاون السياسي للرئيس بري النائب علي حسن خليل، أكدت معلومات أخرى ان بن فرحان التقى حسن خليل في مقر السفارة في اليرزة في لقاء مطول ناقشا فيه العناوين السياسية المختلفة. وافيد بأن بن فرحان سيلتقي رئيس الحكومة السابق تمام سلام وايضا رئيس الحكومة نواف سلام في منزله في ختام جولته على مأدبة عشاء.
ضغط واستعجال: وفي انتظار معرفة خلفيات جولة بن فرحان والاسباب التي دفعته الى زيارة بيروت في هذا التوقيت، تصل في الساعات المقبلة المبعوثة الاميركية مورغان اورتاغوس الى بيروت، حيث تشارك غدا في اجتماعات لجنة “الميكانيزم” في الناقورة، وستقتصر زيارتها على الاجتماعات العسكرية – الامنية وهي تخلو من اللقاءات السياسية. ووفق ما تقول مصادر سياسية مطلعة لـ”المركزية” فان ثمة استعجالا سعوديا – اميركيا لعملية حصر السلاح وضغطا لتسريعها لحماية لبنان من اي تصعيد اسرائيلي، ووعودا بتقديم الدعم للجيش اللبناني لتنفيذ خطته، خاصة اذا أظهر سرعةً في التنفيذ. غير ان الموفدين يؤكدون ان اي مؤتمرات لاعادة الاعمار لن تحصل قبل حصر السلاح.
في نيويورك: وسط هذه الاجواء، غادر رئيس الجمهوريّة جوزيف عون، والسّيّدة الأولى نعمت عون، لبنان ظهر اليوم من مطار رفيق الحريري الدّوليّ، متوجّهيْن إلى نيويورك، حيث من المقرّر أن يلقي الرّئيس عون كلمة لبنان أمام الجمعيّة العامّة للأمم المتّحدة الاثنين المقبل. وسيتطرق الرئيس عون، الذي يجري سلسلة لقاءات مهمة في نيويورك، في كلمته، وخلال اجتماعاته، الى الوضع العسكري في لبنان، داعيا المجتمع الدولي الى مضاعفة الضغوط على اسرائيل للانسحاب من الاراضي التي تحتلها جنوبا، وتحرير الاسرى ووقف خروقاتها لاتفاق وقف النار، خاصة ان لبنان يلتزم الاتفاق وأقر خطة لحصر السلاح. كما سيطلب الرئيس عون دعم العواصم الكبرى للجيش وللبنان واعادة الاعمار فيه، خاصة انه وضع قطار الاصلاحات على السكة، ويُفترض ان تقر حكومتُه مشروعَ الموازنة في الايام المقبلة حيث يعقد مجلس الوزراء جلسة جديدة لمتابعة مناقشتها الاثنين.
المقاومة لم تعد خيارا: في المقابل، الحزب – الذي دعا اليوم الى المشاركة في الحفل المركزي الذي يقام عند الرابعة والنصف من عصر السبت 27 أيلول في الذكرى السنوية الأولى لاغتيال أمينيه العامين حسن نصرالله وهاشم صفي الدين – يؤكد انه لن يسلّم السلاح. فغداة اعتبار قاسم ان الدولة تراجعت في 5 ايلول عن قرارات 5 و7 آب، شدد رئيس “تكتل بعلبك الهرمل” النائب حسين الحاج حسن على ضرورة “الثبات والتمسك بخيار المقاومة، في ظل الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة. ورأى خلال لقاء سياسي في بلدة زبود البقاعية أن “التمسك بخيار المقاومة، ودعمه وحمايته من الهجمات السياسية والإعلامية، وتطويره في إطار رؤية استراتيجية وطنية شاملة، لم يعد خيارًا، بل ضرورة وطنية لمواجهة الأخطار المحدقة”.
قانون الانتخاب: انتخابيا، الصراع على القانون الانتخابي سيشهد مزيدا من الحماوة في المرحلة المقبلة، في ظل خلاف على الاصلاحات المطلوبة وعلى مقاربة تصويت المغتربين. في السياق، اشار الحاج حسن الى أن “قانون الانتخابات النيابية الحالي هو القانون النافذ”، معتبرا أن “بعض المطالب حول تصويت المغتربين تحمل نوايا للهيمنة والإقصاء، خاصة في ظل غياب تكافؤ الفرص بين المرشحين والناخبين في دول تدعم العدو الصهيوني”. واردف “يحرص الفريق الوطني على ضمان تصويت المغتربين، إنما بطريقة تكفل العدالة وتكافؤ الفرص للجميع”.
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.