نقلا عن المركزية-
كانت اولوية الرئيس الاميركي الجديد جو بايدن ذاهبة في اتجاه قضايا الصين ومنافستها التجارية، وكوريا الشمالية وتهديدها النووي، وروسيا وتجاوزها الخطوط الحمر الاميركية انسانيا وحقوقيا وحتى اوروبيا، ونحو تحدي كورونا وكيفية التصدي للوباء… الا ان التطورات المتسارعة في الشرق الاوسط عادت وفرضت نفسها على اجندة الادارة الديمقراطية، “متسلّقة” اعلى المراتب في جدول اعمالها، بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”.
فبين المفاوضات النووية في فيينا التي تسير على قدم وساق، بين الاميركيين والايرانيين في صورة “غير مباشرة” وبوساطة اوروبية – روسية، ومستجدات الاراضي المحتلة بعد اندلاع مواجهات عنيفة بين الفلسطينين من جهة وتل ابيب من جهة ثانية، مرورا بالتوتر الامني المستمر الذي يعيشه العراق واليمن، وجدت واشنطن نفسها امام ملفات دسمة لا تستطيع تجاوزها او التعاطي معها بـ”خفّة” او “تباطؤ”، بل تستحق اعطاءها اولوية قصوى وتبديتَها على كل الشؤون الدولية الاقتصادية والسياسية والدبلوماسية الاخرى، بحسب المصادر.
من هنا، رأينا وزير الخارجية الاميركية انطوني بلينكن يصل الى المنطقة في الايام الماضية، حيث جال على عواصمها الكبرى، بعد ان كان وصل وفد اميركي رفيع يمثل وزارتي الخارجية والدفاع والاستخبارات اليها، ممهّدا لزيارة رأس الدبلوماسية الاميركية. وفي وقت اجرى محادثات في القدس ورام الله، التقى بلينكن مساء الأربعاء الماضي، العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، كما أجرى محادثات مع وزير الخارجية أيمن الصفدي. وكتب بلينكن في تغريدة صباح الخميس بعد لقائه الصفدي “أبدينا دعمنا المشترك لوقف إطلاق النار والجهود الرامية إلى فرض احترامه، ومن حق الفلسطينيين والإسرائيليين العيش بأمان والتمتع بالحرية والازدهار والديموقراطية ذاتها”. وكان وزير الخارجية التقى أمس الأربعاء في القاهرة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي لعبت بلاده دوراً محورياً في التوصل إلى وقف المواجهات بعد 11 يوماً من العنف بين إسرائيل والفلسطينيين.
المصادر تشير الى ان همّ بلينكن الاول، والذي دفعه الى التوجّه نحو “شرق المتوسط”، هو تعزيز التهدئة في المنطقة عموما وفي الاراضي المحتلة خصوصا. فأي زعزعة للاستقرار وفتح بؤر توتّر جديدة، لا تناسب مشاريع الادارة الاميركية التي تتطلّع الى ابرام تسوية عريضة في المنطقة، تُرسي فيها سلاما شاملا وثابتا، وهو ما تعمل عليه اليوم مع موسكو، رغم الفتور في العلاقة بين الجبّارين، والذي يُفترض ان “يتلاشى” عقب اللقاء المنتظر بين الرئيسين الاميركي والروسي فلاديمير بوتين في 16 حزيران المقبل في جنيف.
وهذه التسوية، ستلحظ بحسب المصادر، حلا للحرب الدائرة في اليمن وتسوية للصراع في سوريا، مع ايجاد حلّ عادل للصراع الفلسطيني – الاسرائيلي، وانعاشا للاتفاق النووي بين ايران من جهة والدول الكبرى من جهة ثانية، على اساس وقف طهران تخصيب اليورانيوم وتطوير الصواريخ البالستية وتصدير الثورة والمسلحين الى البلدان العربية والخليجية، وانسحاب عناصرها من الدول العربية حيث هي موجودة سيما في سوريا والعراق واليمن. اما في ما خصّ لبنان، فتشير المصادر الى احتمال أن يزور وفد اميركي بيروت في المرحلة المقبلة، ربما بعد تأليف حكومة، للحث على ضرورة ضبط الحدود لوقف التهريب على انواعه، من السلع الى المسلحين والسلاح، من جهة، واستعجال ايجاد حلّ لسلاح حزب الله، من جهة ثانية..
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.