نقلا عن المركزية –
رغم التصعيد المتبادل، سياسيا وعسكريا، بين الولايات المتحدة الاميركية من جهة وايران من جهة ثانية، تؤكّد التطورات والمعطيات الحسيّة التي تُسجّل يوما بعد يوم، ان ما يدور خلف الكواليس بين الجانبين، مختلف تماما عن الصورة القاتمة التي يُظهران الى العلن. فبحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، خلف الابواب المغلقة في فيينا، المفاوضاتُ تسير على قدم وساق، ببطء لكن بثبات، نحو احياء الاتفاق النووي وعودة واشنطن اليه. اما تحت الاضواء، فشروطٌ وشروط مضادة وتقاذف اتهامات وشدّ حبال!
تأكيدا على كون الاجواء غير قاتمة كما يحاول المتصارعان رسمَها، أعلن مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، امس، أنه يرى رغبة في إنقاذ اتفاق 2015 النووي مع إيران، مشيرا إلى حدوث تقدم في محادثات فيينا تهدف لإعادة الولايات المتحدة إلى الاتفاق. وقال “أعتقد أن هناك رغبة جيدة بين الطرفين (إيران والولايات المتحدة) للتوصل إلى اتفاق، وهذه أنباء سارة”. وفيما لم يخض في التفاصيل، أضاف “أعتقد أن كلا الطرفين مهتمان حقا بالتوصل إلى اتفاق، وهما يمضيان من القضايا العامة إلى تلك الأكثر تفصيلا، والتي هي بوضوح، من جانب تخص رفع العقوبات، ومن الجانب الآخر تتعلق بقضايا الالتزام بالاتفاق”.
من جانبه، أكد المتحدث باسم الحكومة الألمانية، امس ايضا، أن مفاوضات فيينا الخاصة بالعودة للاتفاق النووي تشهد تقدمًا ملحوظا، مشيرًا إلى أن هناك إرادةً حقيقية لدى كل الأطراف في التوصل لاتفاق.
بدوره، قال المندوب الروسي ميخائيل أوليانوف إنه “يمكننا أن نلاحظ بارتياح أن المفاوضات تدخل مرحلة الصياغة”. وأضاف عبر “تويتر” أن “الحلول العملية لا تزال بعيدة، لكننا انتقلنا من العبارات العامة إلى الاتفاق على خطوات محددة نحو الهدف”.
الجدير ذكره، تتابع المصادر، ان هذه المواقف تأتي في اعقاب حوادث نطنز، حيث تم استهداف منشأة نووية في المنطقة الايرانية هذه، في عملية حمّلت ايران الكيانَ العبري المسؤولية عنها، متوعّدة بالرد، ما اثار مخاوف وقلقا كبيرا على مستقبل مفاوضات فيينا، خاصة وان طهران لمّحت ايضا الى غطاء أميركي حظي به هذا الاعتداء كونه حصل فيما كان وزير الدفاع الاميركي لويد اوستن يقوم بزيارة الى تل ابيب، تم خلالها التأكيد على متانة تحالف الجانبين وعلى كون اسرائيل وأمنها القومي والاستراتيجي اولوية مطلقة لدى الادارة الاميركية.
غير ان هذا المناخ “التهويلي” الذي اشاعته الجمهورية الاسلامية بعيد “نظنز”سرعان ما تلاشى، اذ عادت الى المفاوضات من جديد، وكذلك فعلت الولايات المتحدة، وواصلتا المحادثات غير المباشرة برعاية اوروبية وروسية، من حيث انتهت، وكأن “الغارة” لم تكن. الحديث لا يزال يدور حول “آلية” إحياء التفاهم: هل ترفع واشنطن العقوبات اوّلا، كما تريد الجمهورية الاسلامية، ودفعةَ واحدة؟ أم تعود طهران الى الالتزام بموجبات “النووي” وبنوده، أوّلا، لترفع عنها واشنطن العقوبات وتنضمّ بعدها الى الاتفاق من جديد؟ لكن، وفق المصادر، المهمّ ان القرار باحياء التفاهم مُتّخذ لدى الجانبين ولا رجوع عنه، وعلى الارجح هي مسألة وقت لا اكثر قبل ان “ينبعث” وربما ينتظر نتائج الانتخابات الرئاسية الايرانية، ليتم الافراج عنه، تختم المصادر.
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.