نقلا عن المركزية –
حملت معايدات المسؤولين الى اللبنانيين في حلول عيد الفطر، الكثير من التمنيات بالخروج من الازمة سريعا، وايضا، الكثير من “اللطشات” السياسية، حيث بدا الحكّام من خلالها، يواصلون “ماتش” تقاذف كرة التعطيل والتأخير والمكابرة التي تحول حتى الساعة، دون ولادة الحكومة المطلوبة بإلحاح! الاربعاء، غرد الرئيس المكلف سعد الحريري عبر تويتر قائلا: أتقدم من اللبنانيين عامة، والمسلمين خاصة، بأجمل التهاني بمناسبة عيد الفطر السعيد، سائلاً المولى الكريم بهذه المناسبة ان يدرك الجميع خطورة المرحلة، وما يمرّ به لبنان، علّنا نوقف هذا الإنهيار المريع، ليعود درة للشرق، ومنارة للعلم… اما الخميس، فقال رئيس الجمهورية ميشال عون عبر تويتر ايضا “بحلول عيد الفطر السعيد تهنئتي للبنانيين عموماً والمسلمين خصوصاً في هذه المناسبة التي تتوج شهر الفضيلة. وأسأله تعالى أن يعيننا جميعاً، على مواجهة انعكاسات ازمتنا الخانقة للعبور بوطننا إلى ضفة النهوض. عسى أن نستلهم من روحانية هذا الزمن معاني التضحية وعدم المكابرة في سبيل لبنان.”
بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، فإن هذه المواقف – وهي غيض من فيض الكلام الكثير الذي قيل في المعايدات التي انهمرت بالمئات على اللبنانيين، وقد شكا وتضامن من خلالها الحكّام مع الشعب، وكأنّهم ليسوا في موقع المسؤول الذي يحتّم عليهم اتخاذَ قرارات وايجاد حلول، لا الاكتفاء بـ”النقّ” و”التوصيف” – هذه المواقف التي أطلقها المعنيّان الاساسيان بعملية التشكيل، تؤكد ان لا مخارج قريبة من النفق المظلم الذي يتخبّط فيه لبنان. فكلّ طرف يطالب الآخرَ بالتنازل وبصحوة ضمير وبالتخلّي عن الانانية والشخصانية، اي اننا باقون، وحتى إشعار آخر، في وضعية “مكانك راوح” سياسيا وتأليفيا.
على اي حال، ما لم يقله الحريري بالمباشر، قاله عنه مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان في خطبة العيد امس. فبعد ايام قليلة على افطار اقامه على شرفه الرئيسُ المكلف في بيت الوسط، اشار دريان الى ان “المبادرات الداخلية والخارجية لتشكيل حكومة اختصاصيين غير حزبيين، لم تثمر حتى الآن، والسبب أصبح معروفا للقاصي والداني، وهو الشخصانية والأنانية التي تعمي البصر والبصيرة، فالعراقيل والعقبات التي وضعت وتوضع في وجه الرئيس المكلف تأليف الحكومة، ما زالت قائمة، ويبدو أنها مستمرة بشكل ممنهج، ولا يوقف الانهيار والخراب الذي نعيشه، إلا ولادة حكومة تعالج الفساد والاهتراء الذي لم يشهده لبنان على مدى عقود”، مضيفا “حب الوطن ليس مجرد كلمات تقال، بل هو فعل، والأنا تودي بنا إلى طريق غير مستقيم. المطلوب التعاون والتضافر من أجل حب الوطن”، خاتما “أعان الله الرئيس المكلف، على مهمته الشاقة، وكان الله في عون رئيس حكومة تصريف الأعمال، الذي تحمل ما لم يتحمله غيره في مثل هذه الظروف الصعبة”.
هذا الكلام يعكس بطبيعة الحال، نبضَ البيئة السنية، السياسية والروحية والشعبية، وهو يدل بوضوح الى ان الحريري لا يزال المرشح الاول لتولي منصب رئاسة الحكومة، لا بل يكاد يكون الوحيد، وهو يحظى بغطاء ودعم كاملين، للمضي قدما في مهمة التكليف والتأليف، فيما خيارُ اعتذاره ليس ابدا محطّ ترحيب في الوسط السنّي. وعليه، واذا كان الفريقُ الرئاسي يحاول اليوم إيجاد بديل من الحريري ويجسّ نبض شخصيات سنية لتسويقها سياسيا في الداخل والخارج، ويرى ان هذا الخيار قد يكون الافضل راهنا لكسر المراوحة والذهاب نحو التأليف وإنقاذ آخر ايام “العهد”، فالافضل له مراجعة حساباته والبحث عن “مخارج” اخرى، تختم المصادر.
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.