الأيادي الصّامدات
كم لي فيكَ كلامٌ أيّها المعلّمُ الصّامدُ، يتعذّرُ لفظُهُ وكتابتُهْ
ذاتَ عيدٍ في ذاتِ آذار، سأجيءُ إلى القمرِ لأهمِسَ في أذنِهِ وجعًا باتَ مزعجًا
لأنّي أخشى في ثرثرتي إلى سواه، أن يفضَحَني هذا الأخيرُ، فيتسرّبُ الحزنُ إلى عينيْكْ
أصدقُ المشاعرِ تلكَ الّتي لا نبوحُ بها بعدْ
اِعتدْتُ في كلِّ عيدٍ أنْ أكتبَكْ
وأجدُني اليومَ عاجزةً كأنَّني فارغةٌ حتّى من حَفْنةِ كلماتٍ حسنةِ السُّمعةْ
فلا أكثرَ ألمًا من كلماتٍ خرساءَ تمضي متحسّرةً لحظةَ يجبُ أنْ تحضُرَ أبيّةْ
أهو الاِستسلامُ اللّعينُ أمامَ تواطئ قزْمٍ لأزمنةٍ وأمكنةٍ باتتْ لا تُشبهُنا؟
أمْ هو وقعُ ضميرٍ مهنيّ يأبى إلّا أنْ يصارعَ ويناضلَ ويكابرْ؟
رحْتُ لاهثةً أفتّشُ عن أفكارٍ حُبلى بكَ، بعزّتِكَ، بشموخِكَ، بعنفوانكْ
فتفيضُ بسلالِ فرحِ العيدِ العظيمْ
أنا أحتاجُكَ لأكتبَ شيئًا منكَ بكَمّ سخيّ من العواطفْ
أحتاجُكَ لأتأمّلَكَ بأَنَفَتِكَ وأتصفّحَكَ بنُبْلِكَ وأقرأَكَ بتفاصيلِكْ
فثمّةَ شيءٌ عابقٌ بشذى كبرياءٍ عتيقْ
كبرياءٍ، البعضُ منهُا ينتظرُ الإنصافَ والبعضُ الآخرُ ملَّ الاِنتظارْ
كبرياءٍ، الكثيرُ منها يحلمُ فالحلمُ جميلٌ والكثيرُ الآخرُ يُحاذرُ الأحلامَ، فتغادرهُ وتهجرهْ
وأنا في وَحْدتي ولهفتي اليومَ، أقولُ لكَ اِبتهجْ أيّها المعلّمُ ونَمْ ليلًا قريرَ العينْ
فلبريقِ عينيْكَ هدرٌ باذخٌ في عيونِ تلاميذِكْ
وامشِ بخطًى ثابتةٍ لأنَّ الحروفَ بدأتْ معكَ وستنتهي بكْ
فأنتَ من يصنعُ العيدْ
وهل يكونُ مساءٌ مفرِطٌ بأناقةِ العيدِ بلا قمرْ؟
بقلم ميشلين وهبه
معهدُ الرّسل- جونيه
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.