نقلا عن المركزية –
لم يَعُد خافياً أن ملف تشكيل الحكومة عاد إلى الصفر الذي بدا أنه لم يخرج منه يوماً إلا من باب “الإيهام بالإيجابية”، وهو ما عبّر عنه بأوضح صورة كلام رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي حيث تخلى عن تحفظاته حيال «أصل» الأزمة الحكومية، موجّهاً رسالة إلى العالم العربي من بوابة سفن المحروقات الإيرانية التي أثقلت مهمّته بـ “حمولة” يُخشى أن تكون… قاصمة.
ولم يكن عادياً أن ميقاتي، الذي أكد أن “الاعتذار عن تشكيل الحكومة غير وارد لديه حالياً إلا أن مهلة التكليف غير مفتوحة والوقت بات يضيق”، اختار غداة اللقاء السلبي مع رئيس الجمهورية ميشال عون أن يسمي الأمور بأسمائها مصوّباً على الأخير ورئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل من دون تسميتهما بتأكيده “ثمة من يتعاطى في عملية تشكيل الحكومة وكأننا في زمن ما قبل الطائف، بينما الدستور الذي يحكمنا هو دستور الطائف، وفي كلّ اجتماع نبدأ وكأننا في المربع الأول لكنني لا أقول كل شيء على الإعلام كي لا أنشر الإحباط، ورئيس الجمهورية يعي جيداً أين تكمن العراقيل في عملية التشكيل، وهناك عقد كبيرة جداً وآمل أن أتجاوزها”.
وانطلق ميقاتي من قضية السفن الإيرانية التي أعلن “حزب الله” أن إحداها أبحرت محمّلة بالمحروقات للبنان وستليها اثنتان ليؤكد “لن نسمح لملف السفينة الإيرانية بأن يعرض لبنان للخطر وللعقوبات، لكن أقول للمنتقدين ولجامعة الدولة العربية أعطونا شمعة، فنحن لا نقدر أن نقول لا للباخرة من دون أن نملك بديلاً”، ومناشداً “الجامعة العربية التدخل لمساعدة لبنان، وأدعو العالم العربي لملاقاتنا، وسأعمل جاهداً على أن ينأى لبنان بنفسه عن الصراعات والاضطرابات، ووجود لبنان كان وسيبقى في الحضن العربي”.
مناشدةٌ قوبلت بما يشبه “رد رفْع العتب” من الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط الذي أكد قبيل توجهه إلى بغداد استمرار تضامن الجامعة مع لبنان ووقوفها مع شعبه في محنته، مؤكداً “ضرورة الإسراع في تشكيل حكومة تأخذ على عاتقها تنفيذ الاصلاحات اللازمة بشكل فوري سيمكّن المجتمع العربي والدولي من الانخراط بفعالية في إنقاذ لبنان ودعم الشعب اللبناني للخروج من هذا النفق المظلم”، ومتمنياً لميقاتي التوفيق “في معالجة العقبات الموضوعة في طريق تشكيل الحكومة والتي لم يتم تذليلها منذ ما يزيد على عام كامل للأسف”.
وغداة الإطلالة التلفزيونية للرئيس المكلف، ساد الصمتُ المدوّي بيروت ولم يصدر أي ردّ من قصر بعبدا فيما عَكَس بيان “التيار الوطني الحر” منسوب الاحتقان الذي ارتفع في الساعات الماضية لمستويات غير مسبوقة في كواليس التأليف كما “على سطوحه”، بتنبيهه من “أي ضغط أو مزايدات أو عراقيل تقوم بها بعض الجهات المعروفة لتفشيل تشكيل الحكومة أو لتطويق رئيس الجمهورية والمسّ بصلاحياته والدس على رئيس الحكومة لمحاولة الانتقاص من صلاحياته”، آملاً “أن يتمكن فخامة الرئيس ودولة الرئيس من تجاوز هذه المحاولات الفتنوية القائمة لبث الخلاف بينهما، وتَجاوُزها من خلال التعاون والاتفاق من ضمن الدستور الذي نعمل على حمايته من أي تلاعب”.
ولم يتطلب الأمر كثير عناء لتبيان أن “الانتفاضة الناعمة” لميقاتي وموقف “التيار الحر” أمس، ما هما إلا انعكاس للأفق المقفل حكومياً والذي أكمل الإقفالَ عليه القرار غير المسبوق في تاريخ لبنان من المحقق العدلي في انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار يوم الخميس بإصداره مذكرة إحضار بحق رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، وهو ما قوبل بموقف “صاعق” من رؤساء الحكومة السابقين الذين هبّوا دفاعاً عن مقام رئاسة الوزراء، ليتوّج مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان هذه “الهبّة”.
المصدر: الراي الكويتية
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.