نقلا عن المركزية –
بعد سنوات من القطيعة وتجميد مقعد سوريا في جامعة الدول العربية إثر اندلاع النزاع، برزت مؤشرات عدّة على انفتاح خليجي على سوريا، آخرها الاجتماعات التي عُقدت في دمشق بين مسؤولين سعوديين وسوريين لمناقشة ملف تطبيع العلاقات الدبلوماسية ما بين المملكة العربية السعودية والنظام ، إضافة إلى قيام الإمارات العربية المتحدة والبحرين باستعادة العلاقات الرسمية مع نظام الرئيس بشار الأسد عام 2018، بينما قامت عمان بتعيين سفير لسوريا في العام الماضي ولكن من دون أن تقطع العلاقات أبداً. تأتي هذه القرارات لتضيء على التوجه العام في مجلس التعاون الخليجي (باستثناء قطر) لاستقطاب سوريا واعادتها الى محيطها العربي دبلوماسياً.
أوساط سياسية تؤكد ان الأسد يتوق للعودة الى الحضن العربي، لكنه في المقابل يتريث في تحديد موقفه السياسي للولاية الجديدة قبل ان يطّلع من الدول العربية على حقيقة موقفها منه وموعد استئناف علاقاتها مع النظام والتي توقفت اثر الانتخابات الاخيرة، ليعلن في ضوئها فك تحالفه مع ايران، خاصة في ظل الحديث المتنامي عن نفور في العلاقات بين روسيا وايران، وفق ما نقل سياسي لبناني عن مسؤول سوري، مؤكداً ان الاسد يخشى الا يحصل على الدعم المطلوب من العرب في حال اقدم على الخطوة . فهل يتحقق حلم الاسد بالعودة الى الحضن العربي الدافئ؟
رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات العميد الركن الدكتور هشام جابر أكد لـ”المركزية” ان “الاتصالات التي بدأت بين الدول العربية وسوريا مستمرة ولم تتوقف لكنها بعيدة من الاضواء، ويجري العمل توازياً، على عودة سوريا الى جامعة الدول العربية”، وتوقّع “ان تزداد عملية التقارب مع سوريا خاصة مع المملكة العربية السعودية”.
ويؤكد “رغبة الجانب العربي في إبعاد سوريا عن ايران، لكن فكّ الأسد ارتباطه بطهران مطلب بعيد الأمد وصعب”، مشيراً الى ان هذا الامر قد يكون هدف العرب، إنما الأسد يسعى للحفاظ على نوع من التوازن بين العرب وايران، تماماً كما حافظ على التوازن بين النفوذين الايراني والروسي. ليس لديه مشكلة في ان يكون على علاقات طيبة مع الدول العربية. وهذا الامر سيؤدي حكماً الى تخفيف الارتباط مع ايران وليس قطع العلاقة إطلاقاً. لا أمل في ذلك، لأن ارتباط ايران بسوريا أعمق بكثير مما يتصوره العرب”، لافتاً الى “ان تخفيف ارتباط سوريا بايران ممكن، وهو ليس مطلباً عربياً فقط، بل روسيّ ايضا، خاصة وان الجميع يعلم الصراع الخفي بين النفوذين الروسي والايراني في سوريا. اذاً، لحفظ التوازن أعتقد أن الأسد يرحب بالتقارب مع الجانب العربي ويرغب في العودة الى الجامعة العربية”.
ورأى جابر ان الوضع الاقليمي الحالي، يشهد تقارباً سعودياً – ايرانياً، بدأ في العراق منذ مدة، وتُرجِم بمديح وزير النفط السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان وزير النفط الايراني بيجن زنغنه في اجتماع منظمة “أوبك” منذ اسبوع. فهذا نوع من كسر الجليد بين العلاقات السعودية والايرانية، وتساعد على التقارب مع سوريا من جهة، ومن جهة أخرى تظهر انها عملية تقارب وود ليس له علاقة بتحدي ايران بل على العكس، العرب يريدون الدخول الى سوريا كما دخلت ايران اليها، وكل منهما له مجال عمله”.
وتطرق جابر الى الخلاف السعودي – الاماراتي الذي وصل الى ذروته وكبر ككرة الثلج، معتبراً “ان هذا الصراع على النفوذ، سيكون ايضا دافعا لكل من السعودية والامارات للتنافس على التقرب من سوريا. إنما في نهاية المطاف، دخول العرب الى سوريا ليس كتحدّ لايران انما بموازاة النفوذ الايراني، لكنه في نهاية الامر يهدف الى تقليص الوجود الايراني في سوريا”.
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.