نقلا عن المركزية –
اكملت الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة يومها الاربعين من دون توقف. لا استراحة محارب ولا وقف اطلاق نار ولا هدن موقتة حتى الساعة. لكنّ المساعي لم تتوقف لا بل زاد زخمها بخاصة من الجانب القطري الضاغط لنزع موافقة من اسرائيل على اتفاق وافقت عليه حماس، لاطلاق سراح نحو 50 أسيراً من المدنيين مقابل وقف إطلاق النار لثلاثة أيام والسماح بزيادة دخول المساعدات الانسانية الى غزة.
اسرائيل اقتحمت مجمع الشفاء الطبي فجرا واكدت “العثور على أسلحة وبنية تحتية خاصة بحماس وعلى أدلة ملموسة على استخدام المجمع كمقر لحماس وسنعرض أجزاء منها للرأي العام خلال الساعات المقبلة”، امر نفته حماس معتبرة أنه “كذب ودعاية رخيصة تحاول إسرائيل من خلالها تبرير تدمير القطاع الصحي في غزة…اذ يقوم الاحتلال بوضع أسلحة في المكان، ونسْج مسرحيّة هزيلة لم تعد تنطلي على أحد”.
هذا في غزة، اما في لبنان فشكل ملف التمديد لقائد الجيش العماد حوزيف عون خصوصا وقادة الاجهزة الامنية عموما، من جهة والقرار 1701 من جهة ثانية، عنواني الحركة المحلية اليوم، في ظل تراجع محدود للتصعيد العسكري جنوباً.
تبادل آراء: في هذا الاطار، أجرى رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي جولة افق اليوم مع المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا، قبيل اجتماع مجلس الامن الدولي في 22 تشرين الثاني للبحث في القرار الدولي الرقم 1701. واعلنت فرونتسكا بعد اللقاء: “أردت، بعد قمة الدول العربية في الرياض، أن التقي الرئيس ميقاتي ونتبادل الآراء خصوصا وأن مجلس الأمن سيعقد في 22 تشرين الثاني اجتماعا للبحث في القرار 1701 والتطورات الجديدة في لبنان.
خرق القرار: كما التقى وزير الخارجية عبدالله بوحبيب المنسقة فرونتسكا. وبعد اللقاء قال بوحبيب: “طلبت إبلاغ الأمين العام للأمم المتحدة تقديرنا لموقفه في مقابلته الأخيرة مع الـCNN، لا سيما تعبيره عن الصوت الأخلاقي والإنساني دفاعاً عن الأطفال والمدنيين في غزة”، معتبراً ان “التصريحات والتهديدات الإسرائيلية المستمرة بتدمير لبنان تشكل خرقاً فاضحاً للقرار 1701″، ولافتاً إلى ان “التطرف الإسرائيلي يجلب الكوارث والإعتدال يجلب السلام”.
لا يخدم احدا: في الموازاة، أوضح رئيس حزب القوات اللبنانبة سمير جعجع ” أن ما يجري في الجنوب اللبناني لا يخدم احداً خصوصًا لبنان وشعبه ، من هنا ، وجوب ضمان الاستقرار على الحدود من خلال إعادة ترسيخ مفاعيل القرار 1701 وحسن تطبيقه، على ان يتولّى الجيش اللبناني هذه المهمة بمؤازرة قوى حفظ السلام الدولية ، عندها نكون حافظنا على أمن وسلامة اللبنانيين وحمينا مصالحهم وأنقذناهم من النيران المستعرة في الجنوب. موقف جعجع جاء خلال استقباله في معراب فرونتسكا ، قبيل توجهها إلى نيويورك. وشدد على” أهمية دور الجيش في تأمين الاستقرار، من هنا ، يحتّم على كل الأطراف عدم التفريط بتماسك المؤسسة العسكريّة أو زجّها في مغامرات وتجارب غير مضمونة النتائج ، فضلاً عن تجنيبها أي عملية تغيير في خضم هذه المرحلة الدقيقة.”واذ لفت إلى ان تكتل الجمهورية القويّة أقدم على خطوة في هذا الاتجاه ، أمل جعجع أن ” نتوصل مع جميع القوى التي تؤمن بمصلحة لبنان واستقراره وسلامة شعبه ، إلى ترسيخ هذه الخطوة وحماية الجيش اللبناني”.
اقتراح الاعتدال: على هذا الخط، عقد نواب كتلة “الاعتدال الوطني” التي تضم النواب: احمد الخير، وليد البعريني، سجيع عطيه، محمد سليمان، عبد العزيز الصمد واحمد رستم مؤتمرا صحافيا في المجلس النيابي، قدموا خلاله اقتراح قانون يرمي الى التمديد لقادة الاجهزة الامنية مدة سنة.
نطالب بالمساواة: وبعد مجلس النواب، انتقل نواب “الاعتدال” الى عين التينة حيث استقبلهم رئيس المجلس نبيه بري. بعد اللقاء قال النائب محمد سليمان “اليوم كتلة “الإعتدال الوطني” وبعض المستقلين قدمنا إقتراح قانون للمجلس النيابي للتمديد الى رتبة لواء وعماد، لما نراه في هذه الظروف التي تمر بالبلاد ضرورة، وأبلغنا دولة الرئيس هذا الإطار وأبدى دولته كل تعاون لما فيه مصلحة البلد والحرص عليه”. وأضاف”نأمل ان يأخذ هذا الإقتراح مجراه الطبيعي حفاظا على الوطن وعلى سلامته”. وردا على سؤال حول أي من المسارات سوف يسلكها التمديد؟ أجاب سليمان : الرئيس نبيه بري كان واضحا وأبلغ ذلك لكتلة “القوات”.، واليوم أبلغنا بأن الصلاحية مناطة بمجلس الوزراء واذا تعذر مجلس الوزراء هو جاهز لإخذ القرار في المجلس النيابي لما يراه ضرورة من مصلحة وطنية في هذه الظروف الصعبة. أضاف “نحن نطالب بالمساواة والعدالة في هذا الإطار ، ما ينطبق على العماد ينطبق على الألوية العاملة” .
بري جاهز: واشارت مصادر مقربة من عين التينة الى ان “التمديد سالك كصلاحية مناطة اولاً بالحكومة واذا لم يتم ذلك فالرئيس بري جاهز لعقد جلسة عامة تشريعية الشهر المقبل على أن يكون من ضمن جدول أعمالها بند التمديد وذلك حرصاً على عدم وقوع المؤسسات في براثن الفراغ”.
لضمان الاستقرار: ليس بعيدا، قال عضو اللقاء الديمقراطي النائب وائل ابوفاعور ان “الصيغة الفضلى أن يتم التمديد لقائد الجيش وتعيين مجلس عسكري. هذه الصيغة الفضلى التي يمكن ان تجري. وإذا كان هناك منطق انه لا يجوز تعيين قائد للجيش بغياب رئيس الجمهورية، فالرد على هذا الأمر إضافة إلى مؤهلات ومواصفات القائد الحالي للجيش يكون بالتمديد لقائد الجيش وتعيين مجلس عسكري كما قلت كي نضمن أن هذه المؤسسة تحظى بالاستقرار وكي لا يكون حول مؤسسة الجيش أي شعور من عدم اليقين يمكن أن يؤثر على المهمات الوطنية التي تقوم بها”. وبعد زيارته المفتي عبداللطيف دريان في دار الفتوى، قال ردا على سؤال “الشغور في أي مؤسسة غير مرغوب، وكل شغور ممكن أن يزيد المخاطر. نحن مع عدم حصول أي شغور في أي مؤسسة أمنية على الإطلاق”. سئل: هل برأيك ان التمديد أصبح واقعاً؟ أجاب “أعتقد أن المداولات الأخيرة تقول ان هناك شبه تفاهم بين عدد كبير من القوى بأن المسؤولية الوطنية والضرورات الوطنية تقتضي بأن يكون هناك تمديد وتعيين مجلس عسكري”.
في الميدان: ميدانيا وفي الجنوب، التوتر على حاله الا انه اتسم اليوم بحدة اقلّ. وتجدد القصف الإسرائيلي على مناطق حدودية صباحا واستهدف الجيش الإسرائيلي بالمدفعية الثقيلة محيط بلدتي الناقورة و طيرحرفا. كما طال القصف المدفعي عددا من المناطق في القطاع الغربي وابرزها راس الناقورة، شيحين، الجبين. ايضا قصفت المدفعية الإسرائيلية بلدة الخيام، واطراف عيتا الشعب وبليدا وسهل مرجعيون – تل النحاس، واطراف برج الملوك. من جانبه، اعلن حزب الله انه إستهدف بعد الظهر موقع الحدب وثكنة راميم بالأسلحة الصاروخية وحقق فيها إصابات مباشرة، وكذلك طموقع رويسات العلم في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بالأسلحة المناسبة وحققنا فيه إصابات مباشرة”. وبعد إطلاق رشقة صاروخية من لبنان تجاه اصبع الجليل وسقوط صواريخ في محيط كريات شمونة، استهدفت مدفعية الجيش الاسرائيلي أطراف حولا ورب ثلاثين و مركبا و “اللبونة” جنوب الناقورة والعديسة في القطاع الشرقي، ومنزلا في حولا.
هاجسها الانتقام: في المواكبة الدبلوماسية والسياسية، قال وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب بعد لقائه السفير الايراني مجتبى أماني الذي عرض معه القضايا الاقليمية والوضع في غزة: “إسرائيل لا تدافع عن نفسها اليوم، بل هاجسها الانتقام الأعمى”.
لا تريد التورط: من جانبه، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأن طهران وبيروت لا تريدان التورط في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ولن تشاركا فيه إذا لم تكن هناك استفزازات ، بحسب وكالة “نوفوستي”. وقال: “لا أعتقد أن إيران أو لبنان يرغبان في التورط في هذه الأزمة، ولا أرى أي رغبة من جانب أي من الدولتين لشن حرب واسعة النطاق في المنطقة. المشكلة في التعامل مع ضبط النفس هذا بوصفه ضوء أخضر للقيام بكل ما تريده في غزة. هذا خطأ كبير”.
الى بلجيكا: وكان بوحبيب زار السراي وأعلن انه وضع الرئيس ميقاتي في اجواء زيارته المرتقبة الى كل من الإتحاد الأوروبي وبلجيكا واللقاءات التي سيعقدها مع نظرائه هناك، اضافة الى مشاركته الأسبوع المقبل في الاجتماعات التي سيعقدها الاتحاد من أجل المتوسط.
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.