
نقلا عن المركزية –
بين غزة الجريحة والدوحة الوسيطة ،انقسمت الاهتمامات المحلية والدولية اليوم. الاولى تقبع تحت حرب إبادة يشنها رئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتنياهو الذي لا حدود لجنونه، اذ بعد استهداف قطر وقبل ان يجف حبر بيان القمة العربية الطارئة، بدأ الجيش الاسرائيلي عملية عسكرية برية واسعة النطاق في مدينة غزة، وصفها بأنها “مرحلة حاسمة”،غادر بفعلها ما يفوق 40 بالمئة من سكانها وسط توقعات بتواصل موجات النزوح مع تقدم المناورة البرية. اما الثانية فتشهد لقاء اميركيا- قطرياً مع وصول وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو الى قطر لحضّها على الاستمرار في دور الوساطة بشأن غزة على رغم الاستهداف الاسرائيلي.
نتنياهو، الذي يحاول الهروب الى الامام من ازمته الداخلية، حيث يخضع للمحاكمة ،وقد ادلى اليوم بشهادته أمام محكمة تل أبيب المركزية، قال امامها، “لم أطلب جلسات مغلقة لأدرك أن دولة إسرائيل في موقف حرج”، مشيرًا إلى أن العملية تأتي بعد موجة هجمات جوية مكثفة على القطاع الليلة الماضية. من جهته، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، عبر رسالة باللغة العربية، أن “الجيش بدأ بتدمير البنية التحتية لحماس”، محذرًا سكان غزة من أن المدينة “منطقة قتال خطيرة”، وداعيًا إلى إخلائها نحو الجنوب عبر طريق الرشيد.
قانون الانتخاب: داخلياً، وبينما حضر قانون الانتخاب على طاولة مجلس الوزراء الذي اجتمع عند الثالثة في السراي لمناقشة جدول اعمال من 18 بندا بينها فذلكة الموازنة، كان القانون العتيد في صلب الحركة السياسية اليوم. وقد اعلن وزير الداخلية أحمد الحجار ان الانتخابات النيابية في موعدها في أيار ٢٠٢٦.
فليُسجلوا: اما رئيس الحكومة نواف سلام، فدعا خلال استقباله وفد نقابة الصحافة الذي زاره في السراي اللبنانيين في الخارج إلى التسجيل للاقتراع، قائلاً: “ليسجلوا في جميع الاحوال وسنعرف قريبا إذا كانت المقاعد المخصصة لهم ستبقى ستة مقاعد مستقلة أو سيصوتون ضمن دوائرهم الانتخابية في لبنان.”
الجميل في بعبدا: ومن قصر بعبدا ، تطرق رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل الى الملف، فذكّر بأنّ الكتائب صوّتت ضد قانون الانتخاب عند إقراره لأنه يكرّس ستة مقاعد للمغتربين ويعزلهم عن الداخل، وقدّم الحزب عام 2018 اقتراح تعديل لإلغاء هذه المقاعد والسماح للمغتربين بالاقتراع لـ128 نائباً، مؤكداً أنّ هذا التعديل قابل للإقرار بجلسة واحدة إذا توفرت الإرادة السياسية. كما حضر ملف السلاح في مواقف الجميل فأكد، بعد لقائه رئيس الجمهورية، أنّ لبنان دخل مرحلة جديدة بعد المواقف الصادرة عن رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة في ذكرى استشهاد الرئيس بشير الجميّل، معتبراً أنّ الرئيس عون يبرهن يوميا انه الرجل المناسب في الوقت المناسب وقال: “شكرناه على الكلام الذي انتظرناه 35 سنة بمناسبة ذكرى الرئيس الشهيد بشير الجميّل، أنّ هذه المواقف تجسّد تبنّي الدولة بأكملها لمشروع السيادة والوحدة الوطنية. وشدّد الجميّل على أنّ الكتائب تقف إلى جانب العهد في مسعاه لحماية لبنان وحصر السلاح بيد الدولة، مشيداً بحكمة الرئيس في مقاربة هذا الملف عبر الوضوح والثبات والإصرار على تطبيق خطاب القسم وقرارات مجلس الوزراء، مع التزام التروي وتجنّب الاستفزاز، مؤكداً أنّ الهدف هو الوصول إلى النتيجة المرجوّة لا الدخول في مواجهات عبثية. وتوقف الجميّل عند الدور الذي يلعبه حزب الله في إطالة أمد المعالجة، موضحاً أنّ الحديث عن خطة تستغرق 12 أو 15 شهراً ليس إلا نتيجة مباشرة لعدم تجاوب الحزب. وقال: إذا كان هناك قرار واضح من حزب الله بتسليم سلاحه، فإنّ العملية يمكن أن تُنجز خلال شهر واحد، من دون إراقة دماء ومن دون تعريض الجيش لمواجهات غير ضرورية. ولفت إلى أنّ الجيش اللبناني يقوم بدوره في استلام المخازن حيثما توافرت الظروف، من دون مقاومة تُذكر، ما يعني أنّ العرقلة ليست تقنية بل سياسية بامتياز، وأنّ القرار النهائي يبقى في يد الحزب نفسه. وأضاف “كل يوم يمر من دون حسم هذا الموضوع يعرّض لبنان لمزيد من المخاطر، ويؤخّر بناء الدولة الفعلية القادرة على حماية أبنائها”. ورأى الجميّل أنّ المماطلة في هذا الملف لا تخدم سوى إبقاء لبنان في حالة هشاشة دائمة، ما يضعف ثقة المجتمع الدولي بأي دعم أو مساعدات.
التعديلات اللازمة: وفي السياق نفسه، دعا المكتب السياسي الكتائبي “الحكومة إلى البتّ الفوري في مسألة انتخاب غير المقيمين، وإرسال مشروع قانون يتضمّن التعديلات اللازمة على قانون الانتخاب إلى مجلس النواب سريعاً، بما يضمن احترام المواعيد الدستورية وعدم تأجيل الانتخابات بأي ذريعة كانت”.
لا للارجاء: من جهتها، اعلنت الدائرة الإعلاميّة في حزب “القوّات اللبنانيّة” في بيان “عمدت بعض وسائل الإعلام، في الأسابيع القليلة الماضية، إلى ضخٍّ مركَّزٍ لأجواء مجهولة المصدر، مفادُها أنّ “القوّات اللبنانيّة” تعمل على تأجيل الانتخابات النيابيّة، على الرغم من موقف “القوّات” الثابت برفض تأجيل أيّ استحقاق انتخابي، رئاسيًّا كان أم نيابيًّا أم بلديًّا واختياريًّا، وعلى الرغم من أطنان المواقف الواضحة المعالم التي تؤكّد ضرورة إتمام الاستحقاق النيابي في موعده. وكان آخر هذه المواقف في كلمة رئيس الحزب، الدكتور سمير جعجع، في مناسبة شهداء “المقاومة اللبنانيّة”، حيث أكّد، بوضوحٍ وصراحة، أنّ “القوّات” لن تقبل، بأيّ شكلٍ من الأشكال، بتأجيل الانتخابات النيابيّة، وأنّ ثقافة التمديد قد سقطت مع الحقبة الجديدة التي دخلتها البلاد. وقد تبيَّن لاحقًا أنّ مَن يريدون تأجيل الانتخابات النيابيّة، ويعملون ليل نهار لتحقيق ذلك، هم: محورُ الممانعة من جهة، والتيّار الوطنيّ الحرّ من جهة ثانية، وبعضُ المستقلّين الذين باتت حظوظهم في الفوز معدومةً، من جهة ثالثة. كما تبيَّن أنّ هؤلاء جميعهم يشيِّعون الأكاذيب على لسان “القوّات اللبنانيّة”. وفوجئنا، مثلًا، بمواقف أطلقها النائب سجيع عطيّة، إذ اعتبر أنّ “القوّات” لديها مصلحة في تأجيل الانتخابات لحسم مسألة اقتراع المغتربين. ولا ندري، صراحةً، من أين جاء بهذا الكلام، فيما “القوّات” تبذل كلَّ جهدها لإجراء هذا الاستحقاق النيابي في موعده. ونؤكّد، بالمناسبة وبشكل واضح، أنّنا لن نقبل أيَّ تأجيل، وسندفع بكلّ قوّة إلى طرح كلّ ما له علاقة بالاستحقاق النيابي على الهيئة العامّة لمجلس النوّاب، للبتّ به باتّجاهٍ أو آخر. وبكافّة الأحوال، سواء قَبِل الرئيس نبيه برّي بتحويل اقتراحات ومشاريع القوانين المتّصلة بإدخال تعديلات على قانون الانتخاب إلى الهيئة العامّة، أم لم يقبل، فنحن مع إجراء الانتخابات بالقانون النافذ حاليًّا”.
استعادة القرار: في مجال آخر، سجل الرئيس سلام سلسلة مواقف تتصل بملفات الساعة . فشدد في ملف حصر السلاح على أنّ “حكومتنا لم تستحدث قرار بسط سلطة الدولة على كامل أراضيها، فهذا القرار قائم منذ سنة 1989، أي منذ اتفاق الطائف. ونحن اليوم نعمل على تطبيقه وتنفيذه، وقد جرى التأكيد عليه في خطاب القسم لرئيس الجمهورية العماد جوزاف عون وفي البيان الوزاري. واليوم، ما هو واضح وملموس هو استعادة الدولة اللبنانية قرار الحرب والسلم. ونص اعلان وقف الأعمال العدائية الذي وافقت عليه الحكومة السابقة، وأكدنا التزامنا به، يحدد بوضوح الجهات المخولة بحمل السلاح، وهي: الجيش اللبناني، قوى الأمن الداخلي، الأمن العام، أمن الدولة، الجمارك، والشرطة البلدية حصراً. وقد قلت سابقًا إنّ حتى الكشاف لا يمكنه حمل السلاح”. وتابع: “عملنا على وضع آلية تنفيذية سريعة لأسباب عديدة، وقررنا في 5 آب تكليف الجيش اللبناني بتنفيذ الخطة بعيدًا من أي تدخلات أو ضغوط، كما يزعم البعض. وقد رحبنا بخطة الجيش، وهذا الترحيب هو موافقة إيجابية. بعض تفاصيل الخطة تسرّبت، ومنها المهل، إذ حددت ثلاثة أشهر لإنهاء حصر السلاح جنوب الليطاني مثلا، إضافة إلى احتواء السلاح في نفس هذه المهلة عبر منع نقله من مكان إلى آخر أو استخدامه. وستقوم قيادة الجيش برفع تقارير شهرية إلى مجلس الوزراء حول التنفيذ.”
موافقة على الاهداف: في موضوع ورقة الموفد الاميركي توم براك: أوضح الرئيس سلام: “الحكومة وافقت على أهداف ورقة براك، وليس على الورقة بحدّ ذاتها كما يُشاع. وكل ما يُقال عن شروط إضافية هو التباس، لأن أهداف الورقة واضحة وقد تلاها وزير الإعلام بندًا بندًا في ختام الاجتماع. وأتحدى أي لبناني أن يعارض أيًّا من هذه الأهداف، سواء لجهة وقف الأعمال العدائية، أو الانسحاب الإسرائيلي الكامل، أو إعادة الإعمار، أو عودة الأسرى. وهذه ضمن أهداف ورقة براك”. وأضاف: ” في آخر اجتماع لي مع السفير براك شددت على ضرورة الضغط من أجل انسحاب الإسرائيليين من النقاط الخمس المحتلة، والإفراج عن الأسرى، ووقف العمليات العدائية. وهذا ما نؤكد عليه يوميًا.”
السيادة والاصلاح: في غضون ذلك، استقبل وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي السفيرة الأميركية في لبنان ليزا جونسون في زيارة وداعية لمناسبة انتهاء مهمتها الديبلوماسية، وكانت مناسبة لعرض مستجدات الأوضاع في لبنان والمنطقة، والتشديد على أهمية استمرار لبنان في المسار السيادي والاصلاحي الذي بدأه. وشكر الوزير رجّي السفيرة جونسون على “الدور الذي اضطلعت به خلال فترة وجودها في بيروت لتحقيق الاستقرار الأمني والسياسي في لبنان في إطار المجموعة الخماسية ولجنة وقف إطلاق النار “الميكانيزم”، وتمنى لها “التوفيق” في مهامها الجديدة.
14 اصابة: في الميدان، استفاق سكان حي كسار زعتر في مدينة النبطية على حجم الكارثة التي اصابت منطقتهم جراء القصف الاسرائيلي الذي استهدف مساء امس مبنى دغمان المأهول، بغارة جوية نفذتها المقاتلات وادت الى وقوع 14 اصابة بين المدنيين بينهم اطفال، واضرار فادحة بالممتلكات . من جانبه، قال الجيش الإسرائيلي: قتلنا أمس عنصرا في حزب الله بغارة على ياطر جنوب لبنان.
متابعة مع بلغاريا: قضائياً، وبعدما تبلغت النيابة العامة التمييزية من السلطات البلغارية توقيف صاحب الباخرة Rhosus التي حملت نيترات الأمونيوم إلى مرفأ بيروت وانفجرت في الرابع من آب 2020 على الأراضي البلغارية، وذلك تنفيذًا لمذكرة التوقيف الغيابية الصادرة بحقه عام 2020 من قبل المحقق العدلي في قضية المرفأ فادي صوان آنذاك، وعُممت عبر الإنتربول بموجب نشرة حمراء، قال وزير العدل عادل نصار قبل جلسة مجلس الوزراء: سنتابع ملف إلقاء القبض على مالك سفينة روسوس مع جميع السلطات المختصة في بلغاريا.
ان المعلومات و الاراء و الافكار الواردة في هذا المقال تخص كاتبها وحده و تعبر عن وجهة نظره الخاصة دون غيره؛ ولا تعكس، باي شكل من الاشكال، موقف او توجهات او راي او وجهة نظر ناشر هذا الموقع او ادارة تحريره.
ان هذا الموقع و ادارة تحريره غير مسؤوليين عن الاخبار و المعلومات المنشورة عليه، و المنسوبة الى مصادرها بدقة من مواقع اخبارية او وكالات انباء.